قبل قليل أبديت شيء من ضيق الخلق والعصبية، اعرف ذلك واعرف انه خاطئ ولكن لم املك من أمري الا ذلك، وآلمني.. فقلت أعود لأكتب في هذه المدونة التي آمل انها لن تضيع مني في يوم ما؛ كما ضاعت دفاتري سابقاً ووقت في اليد الخطأ. أشتريت لعبة جديدة عبارة عن أسئلة تنعكس على الذات وتعطي شيء من العمق والابحار في النفس عندما تفكر فيها.

حسناً، كنت قبل قليل في مزاج حاد سيء، ولكني الان بخير الحمدلله. عندما يواجهني هذا الأمر في مجالي المهني، أخبر نفسي ان الأمر مؤقت، وأني سأشتاق له، وأني استطيع أن اجتاز هذا الأمر. أحاول أيضاً ان اراقب ذاتي وافكاري اذا ماكان هناك من شيء اخر يعكر مزاجي، من جوع أو ذكرى سيئة. أدعي ربي كلما هداني لذلك أن يشرح صدري وييسر أمري ويجبر كسري. كما أني -ان كان الأمر يسمح- أقوم بأخذ اجازه لمدة يوم.

امم اعتقد ان الأشخاص هم من يجلبو الملل للوظائف بطريقة تعاملهم مع الوظيفة نفسها، مهما تكن الوظيفة مملة، هناك من يضفي عليها طابع سطحي مقيت يجعل من الشيء الموضوعي شيء ثقيل ذا طيف كئيب. حسناَ بعد الفلسفة قليلاً لأحرك المياه في ذاكرتي.. ربما الوظيفة الأكثر مللا هي التأييد لكل شيء يقوله ذوي السلطة، واللتي بالتالي تمحي شخصية الآدمي وتجعل منه شيء بعد ماكان شخص.

التقبل شيء جميل جداً، وهو احد الصفات التي احتاجها في شريك حياتي مستقبلاً وصداقاتي بشكل عام. التقبل هو الرضى بالحقيقة، واحترام وجود الاختلافات التي تعجبك والتي لا تعجبك؛ في نفسك وفيمن حولك. التقبل هو أول خطوة للتطور. التقبل هو ما يتبع لحظة صمت التأمل. التقبل هو الرضى وهو السلام وهو الأمان وهو الاتزان.

الاستسلام هو ان تكف عن شيء ما؛ الاستسلام ليس بالضروره يأس، الاستسلام ان تعترف بنقصك في شيء ما.