قصيدة
أشباح حلم
بدأت مؤخراً قراءة ديوان جلالة السيد غياب لكاتبه ماجد مقبل. من أول صفحة قررت التروي في قراءته والاستمتاع بكل قصائده. اليوم وصلت لقصيدة وقفت عندها وقتاً طويلاً لجمالها وقررت أن اقتبسها وأضعها في المدونة حتى لا أنساها أبداً.
أشباح حلم
“إياكَ يا قلبي وأن تبكِ اتهامك
أنتَ تُجبرُ كلَّ من في الإرضِ
أن يُبْدُوا احترامَك..
أنت تعرفُ جيداً:
أنّ مَن ركل الحقيقةَ ساخراً
ما كانَ في يومٍ أمامكْ..
إياكَ يا قلبي
كم أعطيتهُم حقّ اللجٌوء
وكمْ ناديتُهم عَلناً لطاولةِ التسامحِ
وكم وكم..
بالرغمِ من عَجزِ الضياءِ
إذا أهَمّ بهِم ظلامكْ..
لا زلتَ موجوداً
على لوحٍ يُزينُ حَائط الذكرى
بأوسطِ صُورةٍ
حَمَلَتْ ملامِحَ سيدٍ
أعطى الأمان
لواقفينِ بخلفهِ
ظنوا بلحظةِ جهلِهِم
سعَة استطاعتهمْ
-ولو للمرةِ الأولى-
بأن يُقصوكَ من أفكارهِم
لا زلتَ موجوداً
فاقرأ عليهم ما قرأتَ
على الذين تعاهدُوا من قبلُ:
أن يجدُوا طريقاً يجذِبُوا فيهِ اهتمامك..
أعلِن -بقبضةِ ماردٍ- نُقصانهمْ
زلزلْ عُقولاً ناوَشَتكَ
مُرادُها إحداثُ شرخٍ
كي يَروا ماذا سيحدثُ
في موازينِ الفوارقِ بينَ من:
نَقصُوكَ أعواماً وفاجأهُم تمامك..
يا قلبُ لا تبكِ
وعن هذا فأعرضْ
حتى مَجازاً لو سَمِعتَ حَديثهُم
جَازهِم صَمتاً
-وعلى سَبيلِ مَجازهِم-
من هم؟
إذا امتدَحوكَ؛ أياً ما يَقولوا لا تصَدقْ
ذاكَ خوفٌ -ليسَ إلا- من مقامك..
هَمسَ المساءُ لِدَورةِ الأيامِ يُخبرُها:
ويلٌ لمَن لم يخش إعصارَ انتقامكْ
فإذا بها تَهتَزُّ؛ يَعلو صوتُها:
عامٌ عليكَ؛ فقد مَضى ما كان عَامك..
يا مَن طعَنتَ بخَنجَرِ الأيامِ أفئِدةَ
هل كٌنتَ تحسبُهُ بعيداً عن عِظامكْ؟
فإذا التَقَيْتَ بمَن يَصُم عن غيرهِ حتى لِساناً؛
قُل لهُ أكمِل صِيامك..
إياكَ يا قلبي
ولا تَعبأ بِهم
وإذا أصَروا باتهامكْ
لا تَخَفْ شيئاً
وقُم وانفُثْ ثلاثاً عن يِساركْ
إنهم أشباحُ حُلمٍ
راودُوا حَتماً مَنامكْ..”
جاسر
السبت العاشر من اكتوبر