هِمْيَان وكشكول
قصة
أولى القصص التي أرغب في إيداعها هنا هي قصة اكتشافي لكلمة هميان. كنت فيما مضى قد وقعت على كنز من كنوز التقنية والأدب تبيعه إحدى المكتبات الراقية في بلدي العزيز. هذا الكنز كان عبارة عن برنامج حاسوبي معروفٍ باسم الموسوعة الشعرية. انتهت علاقتي مع الموسوعة الشعرية للأسف بتعطلها بعد شهور من التصفح النهم لكل الدواوين وكتب الأدب والنصوص المسجلة صوتياً لبعض النصوص. لكن تعطل المكتبة لم يكن جزءاً من اكتشافي للكلمة وقد أوردته هنا لأعود لذكر مصير ذاك الكنز الغالي بعد تعطله.
بعد شرائي لبرنامج الموسوعة الشعرية وتصفح العديد من كتبه، وقعت على كتاب بديع لبهاء الدين العاملي. الكتاب كان له عنوان يتميز عن بقية الكتب الأدبية بعنوان لم أعهده من قبله وهو الكشكول. كان أول ما بحثت عنه هو معنى كلمة كشكول حيث كنت أشك في كونها كلمة غير عربية لكونها كلمة دارجة في اللهجة العامية. وجدت في ذكر قصة الكتاب في كلمة كشكول أنها "لفظة فارسية، وتعني جراب المتسولين، يعلقونه على رقبتهم، ويضعون فيه ما يحصلون عليه من طعام الناس". لا أذكر وقتها كيف قادتني كلمة كشكول إلى اكتشاف كلمة هميان لكن قد يكون لمحرك البحث جوجل يد في ذلك. كلمة هميان بكسر الهاء وتسكين الميم وفتح الياء هي كلمة تعني الكيس الذي توضع به النقود ويشد على الوسط.
كلمة هميان أصبحت من الكلمات المفضلة لدي وأستخدمها في تسمية كل ما أملؤه بمعلومة من دفاتر أو حواسيب أو تدوينات أو حتى هواتف ذكية!. كلمة هميان كلمة جميلة لكن الرحلة التي قادت لمعرفتها أكثر جمالاً في رأيي.
عودةً إلى الموسوعة الشعرية، وبعد سنوات من تعطلها، وجدت أن دائرة الثقافة والسياحة في أبو ظبي قد حولتها إلى موقع إليكتروني متوفر للجميع. لا توجد كلمات تصف فرحةً خالجتني حين وقعت عيناي على هذا الكنز العزيز، ولا عجب يوازي عجبي من افتقار موقع جميل كهذا إلى الشهرة التي يستحقها.
ولا عجب يوازي عجبي من افتقار موقع جميل كالموسوعة الشعرية إلى الشهرة التي يستحقها