الإنتقال و التغيير 

في مقولة شهيرة تقول " دوام الحال من المحال" - يا رب أنها صح- لكن لما نجي للواقع وقت التغير كثير مننا تجيه مخاوف أو مقالق - جمع قلق- بشأن التغييرات، فكرو في التغييرات اللي نمر فيها في حياتنا، أشياء بسيطة مثل تغيير قصة الشعر  وحتى التغييرات الكبيرة زي مثلا الزواج أو الانتقال لبلد جديد!

كل التغييرات هذي تسبقها نوبات من القلق و الهلع عند البعض، و بعض الناس ما تمر بأي منها، 

طيب ما عمركم فكرتو ليش؟ ليش في أشخاص عند ذكر اي تغيير تخاف و في ناس مستعدة في غمضة عين تنقل لدولة ثانية بدون أي مقدمات؟

خلونا نتكلم عن هذا الموضوع اليوم شوية,

الأعوام تغير الكثير .. إنها تبدل تضاريس الجبال .. فكيف لا تبدل شخصيتك ؟

أحمد خالد توفيق

قصتي مع التغيير

طيب زي ما عودتكم لازم أعطيكم تجربي مع أي شي أكتب عنه - زيادة في المصداقية و حركات بركات- في 2020 تخرجت من الجامعة و لله الحمد، بعد التخرج زي أي أنسان طبيعي جاتني فترة حيرة، هل أقدم على الوظائف على طول ولا أصبر شوية؟ هل أجلس أخذ دورات ولا أفكر في الماجستير؟

المهم مع معمعه الحياة وحدة من صديقاتي قالت لي أن صديقتها في شركة و جالسين يبحثو عن متدربات بمسمى "كاتبة محتوى" استخرت و سألت أهلي و قدمت، دقو علي بعدها و رحت المقابلة و بدأت الدوام الأحد اللي بعده،

قبل نهاية فترة التدريب بأسبوعين تقريبا صار شي فظيع، شي كلنا متيقنين منه بس محد فينا مستعد له،و مهما حاول الأستعداد له لما يصير نكتشف أننا مو مستعدين، اللي حصل هو وفاة والدي - رحمه الله - و بعدها بأسبوعين وفاة جدتي - رحمها الله- الحادثتين هذي كان بعدها مباشرة العرض الوظيفي اللي وقعته مباشرة،

القصة القصيرة هذي تعرض لنا انواع التغيير الموجودة، في تغييرات إجبارية - مالنا فيها يد أو أختيار- تكون زي  الأحداث اللي تقع بدون أي تحكم مننا، و النوع الثاني من التغييرات اللي هي التغييرات الأختيارية - أشياء يكون لنا خيار في تغييرها - قبول ترقية، انتقال الى مكان ثاني، صبغ شعر، … الخ

في تغييرات تكون اختيارية للبعض و اجبارية للباقي - أب قبل وظيفة في مدينه ثانية بالتالي عائلته حتنتقل معاه الأب اختار التغيير، الأبناء لا- 

حاليا أنا في وضع " التغيير جالس يصير و لازم أتأقلم معاه" و الحمدلله الأمور ماشية كويس.


ليش نخاف من التغيير؟

التغيير بشكل عام شي ما نقدر ندرسة بدقة لأنه “متغير” لكن نقدر ندرس عوامله و عوامل السلوك البشري، و الدراسات تشير الى عدة أشياء و بتكلم عنها بشكل مبسط.

الناس -بشكل عام- تفضل عدم السعادة على جهل بشأن القادم - خلك على قردك لا يجيك اللي أقرد منه-

يعني تشوفي وحدة في وظيفة مو عاجبتها، و كل ما تشوفيها يكون واضح في وجهها الحزن و عدم الراحة، كل ما تقولي لها " أتركي الوظيفة" تقول " لا ما أعرف لو تركتها ايش بيصير لي و لا إذا بحصل وظيفة غيرها أصلا" رغم أنها أنسانة مجتهدة و ألف شركة تتمناها! لكن خوفها ماسكها

طيب أيش في أشياء ثانية دماغنا يخاف منها؟

  • الخسارة:

يخاف الناس من التغيير لأنه قد يعني خسارة شي، ممكن هذا التغيير يعني أنهم مضطرين يشتغلو زيادة و بالتالي بيخسرو وقت مع عائلتهم، يمكن يخسرو بعض علاقاتهم.

  • الحيرة و الجهل:

الناس تحارب التغيير اللي ما تعرف سببه، تخيلي لو أهلك فجأة مسكوك و حلقو لك شعرك، كذا بدون أي مقدمات! طبعا بتعصبي و تزعلي و تخافي، لكن لو أمك جلست معاك و قالت لك أنك لازم تحلقي راسك لأسباب طبية أو لأنه صاير تعبان أو لأي سبب و شرحت لك أهمية قص شعرك و أنتي اقتنعتي، هل تتوقعي الخوف بيكون بنفس المقدار؟

  • الخوف من المسؤولية و فقدان السيطرة:

أحيانا لما تجينا ترقية أو فرصة نرفضها، مو لأننا شايفين أنها فرصة سيئة، بالعكس الفرصة جدا رهيبة، لكن أحنا مو واثقين من قدراتنا على الوصول لتطلعات الفرصة، تخيلوا معايا شخص محاسب، موظف جدا رهيب و مافي منه أثنين، مدير القسم بيتقاعد و رشحه هو عشان يصير رئيس القسم، الشخص هذا رفض الترقية و قال " ما أتوقع أني الشخص المناسب لهذه الوظيفة، خبرتي مو كافية و المهام المطلوبة أعلى من مستواي" أحيانا العذر هذا يكون واقعي - لو جبت وحدة في المتوسط و عينتها كرئيسة قسم مبيعات في بيبسي- لكن غالبا أن موظفنا المجتهد كان خايف من المسؤولية و مو واثق في قدراته، و التغيير ممكن يفقدنا السيطرة على نواحي أحنا نعتبرها روتين أو شي تعودنا عليه بشكل معين، التغيير يفقدنا هذي السيطرة.


طيب، في تغييرات نمر فيها بشكل إجباري، لكن النمو و الأنتقال للمرحلة اللي بعدها اختياري لكنه ضروري بذكر لكم أمثلة هنا:

الحياة ما بعد التخرج و الوظيفة و الفراغ

التخرج من الجامعة واحد من أهم الأحداث في حياتنا، لأنه مؤشر لبداية "حياة الكبار" بعد التخرج الناس تبدأ تمسك وظائف أو تتزوج أو تسوي الأثنين، نبدأ نصير مسؤولين عن نفسنا بشكل أكبر، وقتنا أ اخيرا بعد 16 تقريبا بيكون لنا 100% و نقدر نقرر أبش نسوي فيه و كيف نقضيه،

فجأة بتصيري ترجعي من الدوام ما عندم واجبات أو محاضرات لازم تذاكريها، بتلاقي وقت فراغ كبــــــــــــــ واضح قد أيش وقت الفراغ كبير؟ ـــــــــــــــــيير ممكن أول كم أسبوع تقضيه تختمي مسلسلات أو أفلام، يمكن تقرأي، يمكن تجلسي تتفرجي على السقف - نشاط جدا مهم و رهيب، جربوه مره في الأسبوع- لكن مصير فترة شهر العسل هذي تخلص و تحسي بالفراغ….

ممكن تتعلمي أشياء كثير

ممكن تشتركي في نادي

ممكن تجلسي مع أهلك

ممكن تصيري صانعة محتوى

لكن كيف تختاري؟ كيف تقرري أيش تسوي؟

هذي لازم لها أنك تجلسي مع نفسك و تشوفي أنتي أيش تحتاجي و تبغي, أيش الأشياء اللي لما تسويها حتحققي لنفسك السعادة؟ أيش ممكن تسوي اليوم و يقربك لو خطوة وحدة في رحلتك لأنك تصيري الشخص اللي تتمني تكونيه؟

ترقبوا التدوينه الجاية عشان نتناقش فيها سوا

و سلام، لنا لقاء أخر بإذن الله

أعرف أنو أخر تدوينه لي كانت قبل تقريبا ستة شهور، لكن اضطريت أني أوقف تدوين لعدة اسباب، أولها أني مسكت وظيفة و أنشغلت و وفاة والدي و جدتي تركتني في حالة عقلية و نفسية تطلبت مني أني أركز على نفسي، و نتيجة لهذا التركيز قدرت أني أقرأ و أكتب هذه التدوينه اللي أتمنى أنها نالت إعجابكم… بحاول أن الجزء الثاني ما يكون بعد سته شهور . 

و كالعادة استقبل أي استفسارات أو تعليقات على تويتر أو انستقرام

و اعتذر على الإطالة

Join