ج١،حتى الفضائيون ينتعلون أحذية نايكي


نعرف جميعا الحذاء الرياضي الذي يحمل في وسطه علامة الصح الشبيه بعلامة الجودة أو الختم الذي يكون على المنتجات التي اجتازت معاير الجودة العالية.


ليست أحذية نايكي لمجرد الانتعال فهي لا تعد ضمن الأحذية العادية التي تحمي الأقدام.

بل هي أكثر من ذلك، فالكثير يتاجر فيها ويبيعها على الأسواق الإلكترونية المختلفة، وآخرين يحفظوهنا كعمل فني ويعرضونها في منازلهم كلوحات فنية.

 


ولو رأى كائن من خارج هذه الأرض كثرة منتعلين هذه الأحذية التي تحمل علامة الصح لأعتقدوا أنهم نجحوا في اجتياز شيء ما، أو إما أنهم  ينتمون لطائفة دينية

 لنسرد تعريف بسيط عن نايكي وهل هي مجرد حذاء رياضي أم أكثر من ذلك؟


أود أن أذكر في البداية ملاحظة بسيطة، لن اتطرق إلى ثقافة السنيكرز والهيب هوب بسبب تشعبها -قد أكتب عنها في المستقبل القريب إن شاء الله- ولكن هذه الثقافتين لها دور كبير في معادلة الشهرة والنجاح لنايكي وغيرها من العلامات الرياضية الأخرى.

 

نايكي حذاء رياضي يملك شعار بسيطًا جداً مما يجعله يبدو مميزاً وهو مخصص للانتعال عند ممارسة الرياضة، ولكن لا تتوقف القصة هنا.


يعتقد أي شخص لا يعطي اهتمام لعالم الموضة أو الهيب هوب أو الستريت فاشن -موضة الشوارع- أنها مجرد أحذية رياضية لمَ كل هذا الإزعاج؟

ولكن في الواقع هي أشبه بطائفة دينية أو معتقد، فلديها تابعون ومحبون من جميع أنحاء المعمورة يهتفون لها ويتابعون أخبارها ومستعدون لدفع أي مبالغ مالية للحصول عليها قبل الآخرين، ويجمعون اصدارات أحذيتها الجديدة كأنما يجمعون لوحات فنية.


 ووصل الحال بالبعض منهم بعرضها في زجاج شفاف كأنها لوحة والبعض الآخر يصنفها تحت بند الاستثمار ويحفظها بكرتونها الأصلي حتى عندما تزيد قيمتها مع مرور الوقت تكون في حالتها الأصلية. إذ هي ليست مجرد حذاء يتم استخدامه لممارسة الرياضة.


من المهم أن نذكر أن علامات الأحذية الرياضية الأخرى في السوق عديدة وبعض العلامات مثل اديداس وبوما قد تأسست قبلها بمدة طويلة ولكن جميعها في كفة ونايكي في الكفة الأخرى. 


وقد تظن عزيزي القارئ أنني أكتب عنها بسبب ملاحظتي لهذه الظاهرة، ليس صحيحا، فكاتبة المقال شخص كان ضمن المهوسيين، لكن هداها الله واعتدل هوسها إلى النطاق الطبيعي ولن تتطرق إلى عدد الأحذية أو المبالغ المالية التي صرفتها (ونحمد الله الذي هدانا).

معنى نايكي

معنى نايكي أو نايك، هو اسم إلهة النصر عند الإغريق.

ملاحظة، أرجو أنك لم تمتعض لكتابتي نايكي بدل نايك فنطقها ليس المهم. نايكي أو نايك انطق الاسم الذي تشاء فحرب النطق لازالت قائمة حتى يوما هذا و لن يحدد أي من النطقين مدى حسن لهجتك الانجليزية، فقل ما تشاء.


لنعود إلى تاريخ نايكي ونتعرف على مرحلة طفولتها


تأسست نايكي على يدي كُلٍ من بيل باورمان و فيلب نايت في عام 1978. لكن ما هي الأحداث التي سبقت عام 1978؟


لنبدأ بفيلب أو كما يقولون له فيل، طالب جامعي تخرج من جامعتي أوريغون و ستانفورد، كتب فيل عندما كان في جامعة ستانفورد ورقة بحثية بعنوان "هل ستفعل الأحذية الرياضية اليابانية بالأحذية الرياضية الألمانية مثل ما فعلته الكاميرات اليابانية بالكاميرات الألمانية؟".

تغيرت حياته عندما ذهب إلى اليابان في عام 1964 وأعجبته جودة أحذية اونتسوكا تايجر وسعرها مقارنة بالجودة الممتازة، حيث استغل الفرصة وقرر تأسيس اسم بلو برنتس سبورتس -والتي تم تغييرها لاحقا لتكون نايكي- خلال تواجده في اليابان وعقد صفقة مع الشركة اليابانية ليكون الموزع الحصري في أمريكا.

بعد أن عاد إلى أمريكا، اتخذ سيارته كمتجر متنقل وبدأ في بيع الأحذية التي استوردها عند مضامير سباقات الجري.

ولكن أراد التوسع أكثر، فذهب إلى مدربه السابق بيل باورمان الذي يعد من أشهر المدربين في رياضة الجري آنذاك في أمريكا، وعندما رأى المدرب الأحذية أعجبته جداً وقرر الدخول كشريك مع فيل.

لاقت أحذية اونتسوكا تايجر للجري صدى كبير و نجاح حيث بلغت إيراداتها في عام 1965 مبلغ 20,000 الف دولار أمريكي.

 احب المدرب بيل باورمان هذه الاحذية اليابانية وبحكم عمله في رياضة الجري أراد تحسينها لتتناسب أكثر مع الرياضة فبدأ بالتعديل على احذية اونتسوكا تايجر، فكان يجري تغييرات في التصميم ويضيف مواد مختلفة خفيفة، كان يصمم ويختبر ويرى ما المناسب.

أرسل ملاحظاته باستمرار للشركة الأم في اليابان لطلب التغييرات والإضافات على الأحذية ونجح في ذلك.

نتج عن كل تلك التعديلات تصميم حذاء جديد أطلق عليه اسم "كورتيز" والذي أصبح أكثر حذاء بيعَ في عام 1968، وهو نفس العام التي اقيمة اولمبياد المكسيك فيه، حيث بلغت قيمة مبيعات بلو برنتس سبورت من الأحذية في ذلك العام 300,000 الف دولار أمريكي.

ولأن بيل باورمان كان المصمم والخبير بالأحذية بحكم عمله كمدرب لفترة طويلة، رأوا فرصتهم في مجال الأحذية الرياضية وقرروا بعد ذلك أن يكونوا آكثر من مجرد موزعين للأحذية اليابانية.

بدأُ بتصميم وتصنيع أحذيتهم الرياضية بأنفسهم، وهكذا خرجت لنا نايكي في عام 1978. 


 إلى هنا نتوقف عزيز القارئ واشكرك على القراءة. هل أعجبتك القصة!

وكن بانتظار الجزء الثاني الذي ستقرأ فيه شرارة الهوس الأولى التي قدحت شهرة نايكي وحقائق عنها مذهلة.

فضلها وشاركها مع مهوسسين سابقين أو حاليين بنايكي أو اديداس.


Join