هذا الصباح لي

وعلى غرار جملة صفية المعتادة “هذه الظهيرة لي”، سأستفتح تدوينتي هذه بأعز ما أملكه، ولا جديد فهو الصباح!

لطالما حاولت جاهدة الالتزام بروتين محدد وبسيط لصباحات كل الأيام -يزيد أو ينقص حسب اليوم- ولكن بعض الصباحات لا تحتمل من طقوس ومهام الاستيقاظ شيئًا سوى الاستيقاظ نفسه.

إن استيقظت، إن أنت فتحت عينيك على هذا العالم واستطعت النهوض من السرير لمواجهته، فهذا أكثر من كافٍ لاعتبار أنك قمت بما يجب عليك فعله.


فليست كل الأيام سواسية!

ولا مساواة بين الأيام، فكل يوم يحمل شعورًا مختلفًا، ويحمل همًا آخرًا، ويحمل حلمًا جديدًا، ويحمل جسدًا متغيرًا، ويحمل أفكارًا متنوعة، ولكنه يحمل روحًا واحدة ليس باستطاعتها استيعاب كل هذا والبقاء ثابتة بلا زعزعة كل يوم وليلة لتحافظ على مزاج الصباح ككل صباح.

لذلك كانت هذه الصباحات المختزلة في الاستيقاظ فقط، وبعض الأمور المهمة جدًا التي لا يمكن تأجيلها كالاستمتاع بكوب الشاي مثلًا؛ صباحات طيبة بين الحين والآخر.

صباحات هذه الأيام باتت هكذا بسبب الضغوطات المخزية التي لا أستطيع الهرب منها ولو حلّقت، حينها قررت التخلي عن بعض الالتزامات غير الضرورية لأحظى ببعض الراحة والسكينة التي سلبها مني غيري -وبالطبع ليس أحق مني بها ولكنها الظروف- وبهذا كانت هذه الصباحات ملاذي الوحيد الذي لم أشأ تنغيصه بأي شيء حتى لو كان مهمًا.


جُل ما أفعله بعد استيقاظي وروتيني الصباحي لمنح جسدي النشاط والحب الذي يستحقه، هو فتح النافذة لتطل علي أشعة الشمس وتغسل جنبات روحي، معلنةً دخول الصيف بأقوى ما لديه ولكني أبتسم لها مُرحّبةً، إذ أنها تملؤني طاقة وحيوية عجيبة!

وهذا بالطبع وأنا داخل غرفتي ولم أخرج لتحرقني بحرارتها وتغير رأيي فيها.

ومن ثم الفطور ويا لها من وجبة مقدسة لدي هذه!

لا أستطيع الاستغناء عنها البتة، وإن حصل هذا فهذا يعني أن الأمر خطير.

أما كوب الشاي فأحيانًا أكون مضطرة لتفويته رحمةً بمعدتي وبهذا يكون صباحي ناقصًا بدونه، خاليًا من تأملات لونه ورائحته وطعمه الغني! 


حسنًا كان هذا صباحًا لا أود فيه فعل شيء ولا حتى التفكير بموضوع للكتابة عنه، فكانت هذه التدوينة التي لا أعلم ما فائدتها سوى الكتابة والمشاركة.


طاب صباحكم بكل خير؛

ع. ز.

Join