الذكاء الصناعي مبدعا أم مقلدا؟!
الذكاء الصناعي مبدعا أم مقلدا؟!
🚫 بعض الفنانين بدأوا معركتهم القضائية ضد السرقة المزعومة لمليارات الصور التي صنعوها. الصور زُوِّدَجت لأنظمة الذكاء الصناعي لإنتاج صور جديدة دون دفع تعويضات للفنانين أو أخذ إذنهم.
⬅⬅⬅ التفاصيل:
🔶 مجموعة من الفنانين ممثلين بشركة محاماة أمريكية سجلوا قضية فيدرالية في سان فرانسيسكو ضد شركات الذكاء الصناعي، وتحديدا شركات Stability AI, Midjourney, Deviant Art. التهمة هي انتهاكات لحقوقهم الرقمية والفكرية والمنافسة غير العادلة في السوق. الفنانون يريدون وضع حد لممارسات شركات الذكاء الصناعي، وحماية مهنتهم التي باتت تهددها برامج الآلة.
🔶 أدوات مثل Stable Diffusion من شركة Stability AI، و MidJourney، و DreamUp من شركة Deviant Art، تمكن المستخدمين من كتابة جمل لتخلق لها صورا تخيلية بالاستعانة بالذكاء الصناعي. الملاحظ أن شركة OpenAI لم تكن من ضمن الشركات المدعى عليها، وقد يكون ذلك لأنها ما أعلنت رسميا محتوى المواد التي تدرب عليها نظامها، وأيضا كانت قد رخصت استخدام بعضها في وقت سابق.
🔶 الادعاء تضمن بعض التصريحات الجدلية، مثل أن الأنظمة تعتمد بالكامل على بيانات الفحص لإنتاج رسومات جديدة، وجل ما تفعله هو تجميع لأجزاء الصور المختلفة. وكذلك شبهت الادعاءات ممارسات أنظمة الذكاء الصناعي بالاحتفاظ بمليارات الصور على هيئة ملفات JPEG للتمرن عليها والإتيان بالجديد الذي قد يكون مقلدا لا أصيلا بذاته. الشركات بدورها تعارض هذا الشرح والتوجه، وترى أن أنظمتها لا تقلد أو تنسخ، وإنما تتعلم وتنتج مما تعلمته الجديد غير المسبوق.
🔶 القضية ما زالت في البدايات، وتطرح تساؤلا مهما عما هو أخلاقي وما هو قانوني، ولعل الفارق بينهما حمال أوجه. وقد يكون ما أجج الخلاف هو خوف الفنانين وشعورهم بتهديد مستقبلهم المهني. عموم شركات الذكاء الصناعي لجأت إلى قاعدة بيانات ضخمة من رسومات الفنانين بلا إذن وبلا دفع أجور استخدام. ما يأمله المدعون هو إثبات أن الشركات استفادت تجاريا من رسوماتهم، وراكمت الأرباح في حساباتهم بسبب الرسومات، وعليه المطالبة بالتعويضات ووضع حد لممارسات بدأت تنتشر في السوق.
🔶 النقاش يمكن سحبه إلى أبعد من ذلك، إن علمنا أن أنظمة الذكاء الصناعي تعتمد بالمجمل على بيانات مجموعة سلفا. فهو ينطبق على شريحة واسعة من الاستخدامات، ويكفي أن نتذكر تطبيق Lensa الذي ظهر قبل أسابيع وجمع صور العديدين، مع شكوك حول نية الشركة استخدام تلك الصور مستقبلا في تطوير نظامها أكثر. في حالات المستخدم يمنح إذنه بعلم أو من دون علم، وفي حالات أخرى المستخدم لا يمنح إذنه. يبقى السؤال إن كنا سنشهد قضايا مماثلة من متضررين إضافيين، وهو احتمال مفتوح على مصراعيه. متى يكون الإبداع الآلي أصيلا، إن صح إطلاق كلمة الإبداع عليه بالمقام الأول؟ متى يكون مقلدا؟ متى يستحق المتضرر تعويضات مالية؟ ما هي حدود الممارسات الأخلاقية لأنظمة الذكاء الصناعي، مع الأخذ بعين الاعتبار التحفظات الموجودة حيال التمييز والتفرقة؟ الأسئلة كثيرة، وهذه المحاكمة ستجيب عن بعضها، ولربما ستمهد الطريق لقضايا شبيهة أو لوضع حد لممارسات الشركات عموما في هذا المضمار.
#artificialintelligence #digitaltransformation #cybersecurity #governance