مقدمة


في أول ليلة من شهر رمضان المبارك وخلال ازدحام هاتفي برسائل المباركات بالشهر، وصلتني مباركة أحد الزملاء وسألني عن أحوالي وكيف هي حياتي العملية وقال لي أنه يريدني أن أشارك تجربتي مع الحياة العملية وكان يريد نشرها للزملاء من أجل الإستفادة وأشكره شخصياً على طرح هذه الفكرة، لأني شخصياً خلال أيام الدراسة كانت لدي تساؤلات عديدة ومقلقة بعض الشيء عن الحياة العملية كيف ستكون، وماذا أفعل وكيف أحصل على الخبرة وإلى أخره.

فهدفي من كتابة هذا المقال هو أن أشارككم تجربتي بالحياة العملية بعد سنة من تخرجي من كلية علوم الحاسب والمعلومات من جامعة الملك سعود وأتمنى أن تكون ذات فائدة لكم.

التدريب


خلال أخر مستوى بالجامعة بدأت بالتقديم على العديد من الجهات من أجل الإستعداد للتدريب، وكانت تصلني بعض الإتصالات من بعض الجهات بهدف الحصول على فرصة تدريب عندهم وأجريت العديد من المقابلات الشخصية التي سوف أتحدث عنها بالفقرة التالية لأني أريد تخصيص هذه الفقرة لتجربتي مع التدريب.


وصلني إتصال من شركة تحكم وأجريت المقابلة الشخصية وبعد المقابلة بشهر تقريباً وصلني إتصال منهم لإبلاغي بقبولي للتدريب عندهم.


بعد إنهاء أخر اختبار في مسيرتي الجامعية -ولا أستطيع أن أصف شعوري في ذلك اليوم- بأسبوع بدأت مباشرتي بالشركة وحينها كنت فقط أنتظر الأوامر من مشرفتي بالتدريب لم أكن أعلم حينها بأنه كان يجب علي أن أسعى للعمل على مشاريع للشركة، كما قلت لكم كنت أنتظر أي عمل تسنده إلي مشرفة التدريب وكنت أستغل أوقات الفراغ بالتعلم على بعض التقنيات والعمل على مشاريع جانبية وخلال ثلاثة أشهر من التدريب عملت على جزء بسيط من مشروع للشركة وبعض المشاريع البسيطة التي طلبوا مني عملها.


فترة التدريب علمتني بأن لا أكون ذلك النوع من الموظفين الذي فقط ينتظر بأن يسند عمل له ولا يسعى لذلك وأيضاً تعلمت من خلالها بأن أستغل فترات الفراغ بالعمل للعمل على مشاريع شخصية بهدف كسب الخبرة وتقوية نفسي بالمجال الذي أرغب به. 

المقابلات الشخصية


أتذكر كلمة أحد الزملاء الخريجين عندما قال “لا تتوقع أنك سترفض بعد المقابلة لأنك لا تعرف، لأنهم يتوقعون منك بأنك لاتعرف كل شيء“ وليس المقصود بهذه الكلمة هو تخدير أو عدم الإهتمام بالتعليم الذاتي والإكتفاء بالتعليم الجامعي فقط،بل المقصد هو أن لاتجزع عندما تواجه بالمقابلة أسئلة لاتعرفها أو تأخذها كمؤشر بأنك سيء، بالواقع يمكنك إستغلالها لصالحك، بالنسبة لي بعد أن أخرج من أي مقابلة شخصية كنت أكتب في الملاحظات أي سؤال لم أعرف إجابته لكي أبحث عنه لاحقاً،تلك الأسئلة التي لم أستطع إجابتها ساعدتني كثيراً بالتعلم وإستكشاف أمور كثيرة لم أعرفها سابقاً ولم أسمع بها. 

أول وظيفة 


تجربتي مع الوظيفة بلا شك كانت مختلفة عن التدريب، فالوظيفة أكثر جديّة من التدريب وأكثر مسؤولية.


كانت أول وظيفة لي في شركة STC كـIntegration Developer.

ما تعلمته خلال فترة التدريب حاولت أن أوظّفه بالعمل، فبعدما تدربت على التقنيات والأدوات التي يستعملونها كان لدي وقت فراغ فلقد استغللت وقت الفراغ بالذهاب إلى مديري وسؤاله عن بعض المشاريع التي يمكنني العمل عليها، فأسند إلي بعض المشاريع -التي لم تكن ضمن عملي الأساسي- ولكن عملت عليها بهدف كسب الخبرة وأفادتني تلك المشاريع بحكم أنها كانت بالمجال الذي أرغب به

-Web Development-.


تلك المشاريع ساعدتني في البروز في وظيفتي وأكسبتني الكثير من الخبرات المفيدة لي مهنياً والموضوع ليس بالصعب أبداً، حاول أن تستغل الفرص وابحث واسأل عن المشاريع التي يمكنك العمل عليها، لاتتوقع أنها ستأتيك من نفسها.

الفرص الوظيفية


لن أحاول بهذه الفقرة أن أكتب نصائح بديهية أو مبتذلة مثل “كيف تجتاز المقابلة الشخصية“ أو “كيف تحسّن ملفك الشخصي في LinkedIn“ و غيرها.


ما أريد قوله هو بأنه مهما كنت مرتاحاً في وظيفتك الحالية فلا يوجد ما يمنعك من استغلال الفرص الوظيفية التي من الممكن أن تأتيك وأنت موظف.


سوف تصلك فرص وظيفية وأنت موظف سواء عن طريق LinkedIn أو غيره، عندما تصلك فرصة وظيفية نصيحتي هي أن تمضي معهم حتى يصلك العرض وبعدها يمكنك أن تقرر، ادخل المقابلة وإن طلبوا منك اختباراً فضع كل جهدك فيه وأتقن عملك لأنه عمل بإسمك ومن الممكن أن يتذكرك بعضهم بسبب عملك، حتى وإن لم يصلك العرض بعد الإختبار أو يتم رفضك فمن الممكن إستغلال الإختبار وجعله مشروعاً شخصياً لك ووضعه في سيرتك الذاتية، في كلا الحالتين أنت الذي سيكسب. 


ولا داعي لأن أذكركم بأن تضعوا حالتكم في LinkedIn كباحث عن العمل.

الخاتمة

ختاماً، لم أكن أتوقع بأن الحياة العملية سوف تكون كهذه فلطالما كان لدي الكثير من التساؤلات والمخاوف والقلق من هذه الحياة ولكن الموضوع أبسط وأمتع وأجمل مما كنت أتصوّر.

ولا تدع البعض يقلقك بكلام مثل “لا يوجد وظائف“ وغيره فالأمر يعتمد عليك، ابذل جهدك واسعى وسوف تجد نصيبك.


اسمحوا لي بالفضفضة قليلاً ولكن أريد أن أشكر أصدقائي الأعزاء فلقد تعلمت منكم الكثير وكنتم مصدر إلهام لي، ممتنٌّ حقاً لمعرفتي بكم.


إلى أبي العزيز:

لا أستطيع أن أصفك ولا أستطيع ردّ جميلك، فلقد بذلت وتعبت وشقيت لتجعلني أصل لما وصلت إليه، ولطالما استشرتك ووجّهتني للطريق الصحيح، أتمنى حقاً بأن أجعلك فخوراً بي كما أنا فخورٌ بك.


أخيراً، كتابتي لهذا المقال لاتعني بأني تعلمت كفاية، فمازال لدي الكثير لأتعلمه ومازلت في بداية الطريق وأتمنى فعلاً أني أفدتك عزيزي القارئ وفي حالة كان لديك أية استفسارات فيسعدني أن أساعدك وبإمكانك التواصل معي عن طريق الوسائل التي في الأسفل.


فيصل صالح العويسي


https://twitter.com/Faisal_3397

https://www.linkedin.com/in/faisal-alowaisi-4b059a150/


faisal.alowaisi.97@gmail.com


للي يعرفون فيصل ترا هو سمح لي بوضع تجربته هنا 😉😁

Join