لحظاتٍ منسية نتذكّرها بحواسّنا

هل مررت بتلك الحالة التي تعيد فيها ذكرياتك من خلال حساباتك في التواصل الاجتماعي او في صور الالبوم خاصتك بتواريخها وتخمّن في أي سنة دراسية كنت فيها أو في أيّ عمر ٍكنت آنذاك؟؟ تتذكّر تفاصيل قد مضت وكوّنت في عقلك دلائل واحداث لتلك الحقبة الزمنية؟

… يعني كمقطوعة موسيقية


فيها حوار أوتار العود الحزين امتزجت بلحن شرقي في الخلفية استمعت إليها في الساوندكلاود قبل نومك.. أُعجبت بها كثيرًا فأردت أن تشاركها أحد أصدقائك في المدرسة خلال الفسحة ؟؟… بلا شك! لا أعتقد ذلك أو لنقل أنها لا تحدث بنسبة كبيرة فنحن قديمًا كعادتنا في المدرسة أنا وصديقاي خالد وعبدالله نتبادل دائمًا أدوار من يذهب للمقصف لشراء فطورنا : ساندوتش فلافل وعصير برتقال لثلاثتنا في الأسبوع وكان ذلك اليوم هو دور خالد فرّن الجرس بعد الحصة الثالثة خرج اكثر طلاب الفصل ثم ذهب خالد فبقينا أنا وعبدالله واثنين من بقية طلاب الفصل انتظرتهما حتى بدأأ يهمّان بالرحيل …. فإذا بي أُحاول أن أُبهر صديقي بتقاسيم العود وترانيمه التي شكّلتها طبلة أذنيّ ككلماتٍ فيها حوارٌ بين شخصين: الأول كان حزينٌّ جدًا والثاني كان يعاتب بغضب وتجهّم ثم يعاود أسرابه فيهدأ ويطبطب على الأول … وأنا أتخيّل كلُّ تلك الحوارات في ذهني..؛ قلت لعبدالله : “ياخي امس سمعت مقطع رهيب في تطبيق عندي اسمه ساوندكلاود .. ابيك تسمعه”.. واقوم بتشغيله .. لم تستمر تلك المعزوفة الجميلة ٣٠ ثانية .. إلا ويقاطع العود الحزين عبدالله قائلاً:“وش ذا الخياس طفها بالله!”

فإذا بي اتصوّر تلك الأحاديث الآن التي حدثت قبل ٤ سنواتٍ من الآن حينما أعاد لي أحد الأصدقاء تلك الذكرى بعدما أعُجب بذلك المقطع الموسيقي من حسابي الذي تابعه مؤخرًا ….

فأثارني الفضول كم كان تاريخ تلك الحادثة التي تذكرتها بمجرد معزوفة موسيقية استمعت إليها في زمنٍ مضى .. فإذا بي افتح حسابي في الساوندكلاود بحثًا عن تاريخ إعادة نشري لها..

لُّب الموضوع أننا دائمًا نربط ذكرياتنا بحواسّنا ..فالحواسّ تفتح أبوابٍ لماضٍ نسيناه وتعيد لنا عبق الذكريات الجميلة ..

Join