العصر الذهبي للتجارة الإلكترونية

نعود بالشريط إلى ما قبل سنة ٢٠٢٠م


في عالم قطاع التجزئة المحلي لبعض المتاجر الكبرى السعيدة بتواجدها داخل فقاعة وردية معتمدة تماماً على البيع بالشكل التقليدي

ودون إنذار .. يجتاح فيروس جديد للعالم 


كورونا وما ادراك ما كورونا 


مع انتشار الفيروس في السعودية تغير سلوك المستهلكين، الكل يمارس أنشطته في المنزل بخوف وترقب دون ارتياد للمطاعم أو المقاهي معتمدين على إعداد الأكل والقهوة داخل منازلهم بمعنى آخر تضاعف طلبهم على البن والمواد الغذائية الخام بشكل لا تتخيله!

ومع هذه الزيادة خلال الأزمة لجأ المستهلكون إلى التسوق عن طريق الإنترنت لتجنب المخاطرة بالعدوى من الأماكن المزدحمة في متاجر البقالة لذا ازدادت قيمة تطبيقات التوصيل، التي بدورها تفاعلت بشكل سريع لإضافة السوبر ماركت والمخابز -غير المتواجدين بساحة التجارة الإلكترونية- لداخل نشاطها خاصة بأن الاعتماد على توصيل المطاعم والمقاهي فقط سيكون خيار خاطئ مع ساعات حظر التجول.


بعودتنا في الشريط للخلف أكثر .. نتفاجأ بأن كورونا لم تكن الأزمة الوحيدة التي رفعت بأرقام التجارة الإلكترونية، سبقه انتشار سارس في الصين سنة 2002 إلى 2003 والتي قفزت بمبيعات موقع "Alibaba" حتى بعد نهاية الأزمة، التاريخ يعيد نفسه من خلال فيروس كورونا الجديد بسبب إجراءات الحجر الصحي تشهد الآن التكنولوجيا قفزة هائلة في المستخدمين وخاصةً لكبار السن الغير معتادين على تجربة التسوق الإلكتروني!

وبالحديث عن الإزدهار فـ لخدمات توصيل الطعام نصيب، ملايين المطاعم مفتوحة للأعمال التجارية لكن لا تستطيع السماح للعميل بالدخول لتناول الطعام لذلك الخيار الوحيد لها هو التسليم

مع أهمية دور تطبيقات التوصيل سعدت برؤيتي في النطاق المحلي لتطبيق "The ChefZ" و "جاهز" يتقدمون بخطوات هائلة تسبق البقية في إدارة الأزمة رغم عدم تعاملهم لأزمة مشابهة مثل الصين مع سارس والجدير بالذكر ايضاً استحواذ سوبر ماركت "بنده" في اواخر شهر مارس لتطبيق توصيل "للباب" حتى لا تخسر الوقت والجهد بإعداد تطبيق من الصفر ولئلا تفقد عملائها أثناء ساعات حظر التجول.

أما على صعيد المطاعم المحلية اكثر ما لفت انتباهي تقديم “مايسترو بيتزا” لمنتجها تحت إيطار المخابز وفكرته ببساطة

*بيتزا معدة بالكامل ناقصها فرن البيت!

وتمكنت من خلاله التواجد في تطبيقات التوصيل حتى مع ساعات حظر التجول، بدأت المطاعم الآخرى بالتوالي تقدم منتجاتها في الشكل الخام واستغلال الفرص المتاحة لتخفيف الأزمة وما خلفته من خسائر.


لطالما تساءلت بعد عودة الأمور لطبيعتها كيف سيتغير سلوك المستهلكين بعد تواجدهم في المنزل لفترة طويلة، من المحتمل استعدادهم للإنفاق في متاجر حقيقية لأماكن حقيقية لكن هل ستتأثر عادة التسوق من المتاجر الإلكترونية؟ برأيي سلوك المستهلكين اختلف وسيختلف بعد الأزمة فهي ليست فترة وستمضي بل فترة "بتجيب معها فرص وبتستمر"

حتى أن تشونغ تشن شان، نائب رئيس IDC لأبحاث التكنولوجيا

الناشئة يوافقني الرأي بقوله "أن الناس ينتقلون تدريجياً من التسوق خارج الإنترنت للإنترنت ولن تختفي هذه العادة حتى بعد انتهاء الوباء"

وهذا يعني بالفعل بدايتنا العصر الذهبي لصناعة التجارة الإلكترونية.

أخيراً رسالة لكل أصحاب الأعمال التجارية لا تنسى ما حاول كورونا إيصاله لنا

كل نشاط تجاري يحتاج للتحول الرقمي حتى لو كان بقالة! 

غادة أبانمي

٤/٤/٢٠٢٠

Join