تم إعلان حالة الطوارئ في المنازل هذه الأيام.

وإذا كنت ممن كتب الله عليهم أن يتخصص في اللغة الإنجليزية أو الرياضيات فأنت قطعاً معلم خصوصي للجميع. العائلة والأصدقاء والجيران وزملاء العمل يتعاملون معك كـ( bending machine ) تضغط زراً فتخرج شروحات وتراجم للمنهج كامل، وتضغط زراً آخر فتخرج أسئلة وتمارين يتدرب علها طلابك.

لدي استعداد لتدريس ألف طالبة في مدرسة لكني أكره أن أدرس ولو طالبة واحدة بدروس خصوصية. لا أحد-غالباً- يتفهم وجهة نظري. بل إنهم يتعجبون كيف أرفض باباً من أبواب الخير! وإذا تحججت بأني لا أستطيع تغطية منهج كامل في ليلة واحدة فسيأمرونني بالتركيز على ما يهم فقط.

لماذا يحتاج الطلاب إلى الدروس الخصوصية؟ هل يعقل أنهم لا يفهمون ما يشرحه المعلم في المدرسة؟ إن كان الجواب بلا فهذه مصيبة. ويعني أن هناك وقت وجهد يهدر بلا أدنى فائدة. وإن كان الجواب بأنه يفهم لكنه محتاج لشرح إضافي فلماذا لا يعتمد الطلاب على أنفسهم؟

لنأخذ مواد أخرى أقل تعقيداً من اللغة الإنجليزية والرياضيات، الجغرافيا مثلاً، هل يعتمد الطلاب على أنفسهم في مذاكرتها؟ أم يتطلب الأمر تلخيصاً من الأم وترديداً للمعلومات وكأنها هي التي ستختبر وليس أبناءها؟

حافظ/ة…سمع لي

أجزم أنها أكثر جملة تتكرر في المنازل الآن

لماذا يتخرج الطلاب من المرحلة الثانوية بدون أن يتعلموا مهارات التخطيط والتنظيم والتلخيص وربط المعلومات؟

ما الذي يجب أن يتغير في نظامنا التعليمي وفي تربيتنا حتى ينشأ جيل يعتمد على نفسه أكثر؟

Join