لا يحتوي ايفوني على أي لعبة. ولم يكن لدي يوماً مزرعة سعيدة أعتني بها ولا جيوش أرعاها. بل يصيبني التوتر من الألعاب التي تتطلب تجميع لون أو شكل محدد للفوز بنقاط فضلاً عن القفز على ظهر قطار أو تجاوز حفر وعقبات. وأنا شخص يُهزم في أول عشر ثواني من بيبسي مان.

لعبتي المفضلة وأنا طفلة كانت وضع قطعة خشب على برميل أحمر للحصول على أفضل أرجوحة في الكون. لم يكن من السهل إيجاد مكونات هذه الأرجوحة في المكان الذي نشأت فيه. وكان علينا نحن الصغار أن نضعها في مكان لا يرانا فيه الكبار حتى لا نخسرها.

لكن أحد أسعد الأيام في طفولتي هو اليوم الذي حصلت فيه على ثلاث أنواع من المراجيح دفعة واحدة.

كان الوقت عصراً وكنا نحن الصغار نلعب في وسط الطريق حتى تنبهنا لشاحنة خضراء كبيرة تدخل إلى الحي. لم نكن نعرف ماذا يوجد في الشاحنة ولا مقصدها. كنا نجري وراها حتى توقفت فجأة أمام بيتنا. وشرع العمال بتركيب الأجزاء في حوشنا الخلفي. لم يكن لدي علم بمفاجأة أبي واحتجت لبعض الوقت حتى أستوعب أن الأجزاء في الشاحنة لتركيب أرجوحة.

في المساء قررت الأمهات في الحي أن يقوموا بزيارة لبيتنا حتى يتمكن أطفالهن من اللعب في أرجوحتنا. الطفلة في داخلي كانت حانقة على جرأتهن. لم تكتمل ساعة واحدة على وجودها في بيتنا ويريدون أن يشاركونا إياها! لكن الطفلة في داخلي كانت سعيدة عندما غادر جميع الأطفال إلى بيوت خالية من المتعة.

كانت أرجوحتنا بثلاث ألوان. لون أبيض وهي الأرجوحة العادية التي نراها في كل مكان. ولون أحمر وهي كرسين متقابلين ولون أزرق على شكل حصان. كانت الأرجوحة البيضاء هي المفضلة لدي. وكنت أحب أن ألعب بها وأحاول أن أرى العالم بالمقلوب.

لا أتذكر كم عاشت هذه الأرجوحة في بيتنا لكني أخمن بأنها لم تزد عن ثلاث سنوات. ففي الفصل الأخير من طفولتي اضطررنا للانتقال إلى منزل أصغر وكان من غير الممكن أن نأخذ الأرجوحة معنا. فكر أبي فيما يمكن فعله بها وقرر أخيراً أن يضعها بمحاذاة برادة مياه وضعت على خط سريع. لم يرد والدي أن تكون حكراً على أحد فكان هذا مكانها الأنسب.

لم أتجاوز قط هذه الخسارة وعزائي أن أرجوحتنا كان يلعب بها الجميع لكن لم يملكها أحد.

Join