(إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)

يواسينا الله سبحانه و تعالى بهذه الآية و يشعرنا بالقبول و الطمأنينة و يغفر لأخطائنا الناتجة عن بشريتنا و يخبرنا بأن الحسنات التي نعمل بها ستذهب سيئاتنا،علينا فقط أن نستمر..

و كمسلم-بالغ يربيه الله و يوجهه بآيته عليك نقل هذه التوجيهات و توظيفها في تربية الأطفال

و انطلاقًا من هذه الآية التي تلخص أكثر الأساليب فعالية في تعديل السلوك وهو اسلوب : التعزيز للسلوك الإيجابي الغير منسجم مع السلوك السلبي.

يعتبر التعزيز من أكثر أساليب تعديل السلوك فعالية و الأكثر أمان فيما يتعلق بالنواحي النفسية و الإنفعالية أثناء عملية تعديل السلوك و أعتقد أنه لا يحتاج لمهارات للقيام به بل تستطيع كمربي أن تظهر إمتنانك للطفل بعد قيامه بالسلوك الإيجابي بشكل عفوي لأنك بالتأكيد يسرك أن طفلك رتب ألعابه،أو قام بأداء واجباته بدون مساعدتك،أو استعد للمدرسة دون أي صراخ..إلخ.

عبر عن إمتنانك بكل صدق للطفل في المواقف التي تود أن تتكرر،هذا هو التعزيز بشكله الأولي!

إن التعزيز رغم بساطته إلا أن هناك بعض الشروط التي يجب مراعاتها فيه و أهمها هو أنه يجب أن يكون مباشرة بعد السلوك الإيجابي،فتأجيل التعزيز يضعف تأثيره،و عند استخدام التعزيز اللفظي يجب عدم الإستخفاف بالطفل و المبالغة كن واقعي فقط.

و على الرغم من فعالية هذا الإسلوب و بساطته إلا أنه الأقل استخدمًا عند المربين لتعديل السلوك ظنًا منهم أن تعديل السلوك يحتاج لقسوة،أو ربما للطبيعة الأنسانية التي تميل بطبعها للتركيز على المواقف السلبية،أو لإعتقاد المربي أن معرفة الطفل بالسلوك الصحيح وحدها تكفي..

و نعلم نحن كبالغين أن المعلومة وحدها لا تكفي لتعديل السلوك،وأن تحذيرات الدفاع المدني عن سوء الأحوال الجوية لا تكفي لمنع البعض من الخروج!

عند استخدام اسلوب التعزيز لتعديل السلوك اتبع الخطوات التالية:

• حدد السلوك الذي تود التخلص منه.

• حدد السلوك المعاكس له و الذي لا ينسجم معه،مثلًا: إن كان طفلك يكذب ستختار الصدق.

• حدد طريقة للتعزيز يفضل تكون تراكمية مثل: النقاط،أو استخدم التعزيز اللفظي.

• ضع مكافآت بين كل مجموعة من النقاط و الأخرى.

• استمر،الإستمرارية هي سر التعزيز.