عشرة أشياء
لا تعرفها عن السكر
(وما لا تعرفه يمكن أن يؤذيك)
نُــشــر في 30 يوليو 2013
حُــدّث في 29 سبتمبر 2013
تُـــرجم في 27 مايو 2021
مقدمة
وجود السكر الزائد/المفرط في النظام الغذائي قد لا يكون الفكرة الأمثل لعيش حياة صحية. مع ذلك، قلّة من الناس يتناولون السكر حسب الكميات المعتدلة الموصى بها، و الأغلب يتناولونه بكميات هائلة. في حقيقة الأمر، عالميًا، يتناول الناس يوميًا ما يقارب 500 سعرة حرارية إضافية من السكر فقط. وهذا الرقم مقارب لما يجب على الإنسان تناوله إذا رغب بزيادة وزنه بما يقارب نصف كيلوجرام أسبوعيًا. معظم الناس يعلمون أن السكر غير جيّد لصحتهم، ولكن لسببٍ ما، يعتقدون أن خطر تناول السكر بإفراط أقل مقارنةً بتناول كميات كبيرة من الدهون المهدرجة، الصوديوم، أو حتى السعرات العالية! رُبما يكون خلو السكر من الصوديوم أو الدهون يجعله "أهون الشرور أو أقلها خطرًا،” أو ربما يكون الناس ببساطه يحملون ذهنية "ما لا نعرفه، لا يمكنه أن يؤذينا!" أما إذا كنت تعرف حقًا ما يفعله السكر بجسمك، على الأرجح ستضعه في أعلى قائمة "الأطعمة التي يجب عليك تجنبها".
إليك عشرة أشياء بشأن السكر قد تفاجئك!!
1. السكر يستطيع أن يتلف قلبك
كما لوحظ على نطاق واسع أن السكر الزائد/المفرط، بشكل عام، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2013 في مجلة جمعية القلب الأمريكية أدلةً قوية على أن السكر يمكن أن يؤثر في الواقع على آلية ضخ القلب ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة بنوبات قلبية. حيث حددت النتائج جزيء من السكر (وكذلك من النشا النباتي) يسمى مستقلب الجلوكوز أو جلوكوز مفسفر/جلوكوز 6-فوسفات "glucose metabolite glucose 6-phosphate" والذي كان مسؤولًا عن التغيرات في بروتين عضلات القلب. وقد تؤدي هذه التغيرات في نهاية المطاف إلى نوبة قلبية. ويجدر بالذكر بأنه يموت نصف الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بنوبات القلب في غضون خمس سنوات!
2. السكر -على وجه الخصوص- يعزّز دهون البطن
تضاعفت معدلات السمنة لدى المراهقين ثلاث مرات خلال الثلاثين عامًا الماضية وتضاعفت معدلات السمنة لدى الأطفال مرتين. يدرك الكثير منّا أن البيانات توضّح (حرفيًا) مدى ضخامة مستقبلنا، ولكن بعيدًا عن الدراسات وجميع المبادرات للحد من السمنة لدى الأطفال، لا يحتاج المرء إلّا زيارة مدينة ملاهي أو مدرسة أو مركز تجاري لمعرفة ما يحدث حقًا! أحد العوامل التي يبدو أنها تؤذي الأطفال الذين يعانون من السمنة هو تراكم الدهون في منطقة البطن. لماذا؟ قد يكون أحد الأسباب هو زيادة استهلاك المشروبات المليئة بالفركتوز حيث وجدت دراسة أجريت عام 2010 على الأطفال، أن التناول الزائد/المفرط للفركتوز (يختلف عن تناول الجلوكوز) تسبب في الواقع في نضوج خلايا الدهون الحشوية "Visceral fat" مما يمهد الطريق لتضخّم البطن وزيادة الخطر المستقبلي للإصابة بأمراض القلب والسكري.
3. السكر هو القاتل الصامت الحقيقي
عليك أن تنحّي جانباً الملح وارتفاع ضغط الدم، فهاهنا منافس! السكر وكما اتضح لنا فهو أيضًا قاتل صامت. وجدت دراسة أجريت عام 2008، أن الاستهلاك الزائد/المفرط للفركتوز مرتبط بزيادة في حالة تسمى مقاومة اللبتين "Leptin Resistance". اللبتين "Leptin" هو هرمون يخبرنا عندما نتناول ما يكفي من الطعام – أي عندما نصل إلى حالة الشبع. المشكلة هي أننا غالبًا ما نتجاهل هذه الإشارة التي يرسلها دماغنا إلينا. على الرغم من ذلك، بالنسبة لبعض الأشخاص، يصبح هرمون اللبتين "Leptin" غير قادر على العمل ببساطه، مما يترك الشخص دون أي إشارة على الإطلاق تشعره بأن جسمه سيعمل ولديه ما يكفي من الطعام. وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام وبالتالي السمنة. إذًا لماذا القاتل الصامت؟ لأن كل هذا يحدث بدون أعراض أو إشارات تحذيرية. وإذا كنت قد اكتسبت وزناً في العام الماضي ولا يمكنك معرفة السبب، فربما يجب أن تنظر في كمية الفركتوز التي تُدخلها جسمك.
4. قد يرتبط السكر بتكوّن السرطان وقد يؤثر على النجاة منه
في عالم التغذية، من الصعب التحدث عن السكر دون الحديث عن هرمون الأنسولين. وذلك لأن هرمون الأنسولين هو المرافق الصغير للسكر في الخلايا، وعندما يتم استهلاك الكثير من السكر، أو لا يعمل الأنسولين (ربما لأننا نأكل الكثير من السكر)، يثور الجسم. أحد الروابط التي تم توثيقها جيدًا في الأبحاث هو العلاقة بين مقاومة الأنسولين والسرطان. وجدت دراسة أجريت عام 2013 أن السكريات في الأمعاء حفزت تكوين هرمون يسمى عديد الببتيد المعدي المثبط "Gastric inhibitory polypeptide GIP" (يتحكم فيه بروتين يسمى بيتا-كاتينين "β-catenin" الذي يعتمد كليًا على مستويات السكر)، وهذا بدوره يزيد الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس. كمت وجد الباحثون أن بيتا-كاتينين "β-catenin" قد يؤثر في الواقع على قابلية الخلايا لتكوين السرطان. وجدت دراسات أخرى ارتباطات سلبية بين تناول السكر والنشا العالي ومعدلات النجاة في كُلٍّ من مرضى سرطان الثدي وسرطان القولون.
5. قد يكون "إدمان" السكر لديك وراثيًا
إذا قلت من قبل، "أنا مدمنٌ تمامًا على السكر"، فقد تكون على صواب بالفعل! أظهرت دراسة حديثة أجريت على 579 فردًا أن أولئك الذين لديهم تغيرات جينية في هرمون يسمى جريلين "Ghrelin" يستهلكون المزيد من السكر (والكحول) أكثر من أولئك الذين ليس لديهم اختلاف جيني. هرمون جريلين "Ghrelin" يخبر الدماغ أنك جائع. لذا يعتقد الباحثون أن المكونات الجينية التي تؤثر على إطلاق هرمون جريلين "Ghrelin" قد يكون لها علاقة كبيرة بما إذا كنت تسعى إلى تعزيز نظام المكافأة العصبية "neurological reward system" من خلال محبتك للسكر. كانت النتائج في هذه الدراسة مماثلة للدراسة التي أجريت في عام 2012 أيضًا.
6. للسكر والكحول تأثيرات سامة مماثلة على الكبد
قدمت ورقة بحثية نُشرت في مجلة Nature عام 2012 فكرة أن القيود والتحذيرات يجب أن توضع على السكر على غرار التحذيرات التي نراها على الكحول. أظهر الباحثون دليلًا على أن استهلاك الفركتوز والجلوكوز الزائد/المفرط يمكن أن يكون له تأثير سام على الكبد لأن مستقلب الإيثانول – أي الكحول الموجود في المشروبات الكحولية له أوجه تشابه مع المسارات الأيضية التي اتخذها الفركتوز. علاوة على ذلك، بسبب السكر، ارتفع خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة بشكل مشابه للتي كان الكحول مسؤولاً عنها. أخيرًا، إذا كنت تعتقد أن قوامك النحيل يحميك من الفركتوز الذي يسبب تلف الكبد، ففكر مرة أخرى! حيث وجدت دراسة أجريت عام 2013 أن تلف الكبد يمكن أن يحدث حتى بدون زيادة السعرات الحرارية أو زيادة الوزن!!