ملكة الروايات البوليسية
شهدت مدينة توركاي الساحلية غرب إنجلترا عام 1890 ولادة ملكة الروايات البوليسية "أجاثا كريستي". على عكس ما تجري عليه العادة في طفولة معظم الروائيين، تصف كريستي بأنها حظيت بطفولة سعيدة جدًا وأُحيطت بنساء رائعات ساهمن في بناء شخصيتها واستقلالها المبكر.
ويعود الفضل لهذا الإنتاج الروائي الفذَ والغزير إلى والدتها ذات التأثير القوي والشخصية الساحرة حيث كانت تؤمن إيمانًا تامًا أن أطفالها قادرين على فعل كل شيء، هذه البيئة الداعمة ساعدت كريستي منذ سن مبكرة لإيجاد شغفها في الكتابة، وأيضًا زواجها من عالم الآثار "ماكس مالوان" أتاح لها أن تجوب أقاصي الشرق وأدناه. أحبت كريستي هذا الجزء من العالم حيث استلهمت من تضاريسه وآثاره وثقافة سكانه رواية (جريمة في الشرق) و (الذين وصلوا إلى بغداد).
تصف كريستي رحلتها إلى الشرق فور وصولها إلى تركيا: "أنا، ويا للحسرة. لم أعجب بآيا صوفيا يومًا. قد يكون ذلك عيبًا مشؤومًا في ذائقتي. لكن هذا هو الواقع!"
من حَمْص مرورًا بنهر العاصي وصولاً إلى مملكة تدمر، تتحدث كريستي "أعتقد أن سحر تدمر يكمن في جمالها المرهف، إنها ترتفع بشكل خيالي في وسط الرمال الساخنة، إنها جميلة ورائعة ولا تصدق. مع كل اللامعقولية المسرحية لحلم، محاكم ومعابد وأعمدة لم أستطع أبدًا أن أقرر حقًا ما أفكر به حيال تدمر، كانت دائمًا بالنسبة لي كحلم الرؤية الأولى. إنها لا يمكن أن تكون حقيقية."
غادرت أجاثا الشرق للمرة الاخيرة عائدة إلى مسقط رأسها لتواري الثرى في عام ١٩٧٦. لتخلد بعد ذلك كأعظم مؤلفة للروايات الجرائم حيث تخطت مبيعات كتبها حاجز المليار وتُرجمت لأكثر من مئة لغة.