لا يدر ولا يضع
هل الإنسان مَلكُ الأرض؟ هل الأرض مُلكٌ للإنسان؟
ما يبلغ شعور الاستحقاق يلازم الإنسان حتى يهلكه – في أحسن الأحوال – أما في الغالب فهو يهلكه وغيره معه. فقد درج الإنسان منذ العصور الأولى على استغلال البيئة بصورة غير واعية، ظنًا منه أن مواردها لا تنفد.
فنرى هذه الفكرة ليست غريبة عن الإنسان في ذهن الحيوانات فها هي تستنكر في أحرف جورج أورويل "ما الإنسان إلا ذاك الكائن الذي يستهلك دون أن ينتج، لا يدر حليبًا ولا يضع بيضة!" وأضيف أنه لا يكاد يكف أذاه عنهم حتى!
يتفق البشر بإقرار على أخطائهم في هذه الدائرة فلا مجال للإنكار حقيقة، وإن الحروب وحدها من التاريخ البشري خير شاهد على نزعة الظلم الموجودة في الإنسان وكلما برزت حضارة هنا سُفكت دماء هناك ودُمرت ممالك. أما عن الاحتباس الحراري الآني فالأمر يطول.
أصبح الإنسان الحديث لا يجهل خطره، ولا يتوانى عن إيجاد الحلول لإصلاح ما أتلف، وأما حملات الوعي فهي بدورها لا تنفك تذكيرًا للإنسان "لست وحدك" وحتمًا إن هذه الأرض ليست مُلكك، وكأنه اعتذار متأخر لأرضنا الطيبة.
إن ما نزرعه اليوم نجنيه غدًا، ولربما كانت المخلوقات الأخرى تنال نصيبها من الضرر إلا أن الإنسان هو المتضرر الرئيس، والمتسبب أيضًا.
هذه نظرة من زاوية أخرى وربما أحسن الإنسان قدر ما أخطأ، ولكن بالمناسبة: هل اشتريتِ علبة مياه بلاستيكية اليوم؟ فكرِّي مجددًا..