في مطلع الثلاثينيات من القرن الماضي عصفت بالمجتمع الأمريكي أزمة اقتصادية أثرَّت على جميع طبقات المجتمع، وعلى إثرها زادت أعمال النهب والسطو مما دفع الأخوين كولير إلى الانزواء في منزلِهما المكون من أربعة طوابق، انعزلا عن محيطهما وبدءا بشراء وتكديس عشرات الآلاف من الصحف والمجلات، كراسي الأطفال، اللوحات والمجسمات وأشياء لا تخطر على بال أحد، كل ذلك تراكم وتراكم حتى أن جعل من المنزل متاهات!
في ذات مساء وبينما كان لانجلي كولير يحضر الطعام لأخيه الكفيف سقطت عليه كومة من المقتنيات التي أودت بحياته وتبعه أخيه الذي مات هو الآخر من الجوع.

"الاكتناز" اضطراب من فئة الوسواس القهري، المصابون بهذا الاضطراب تستحيل حياتهم الى أكوام من الأشياء التي يراها الآخرون بلا قيمة ولكنها في أعينهم ثمينة وفريدة ولديهم قناعة تامة أنهم سيحتاجونها في المستقبل رغم كونها غير صالحة للاستعمال وفي بعض الحالات يحتفظون بحيواناتهم الأليفة بعد وفاتها دون تحنيطها او دفنها! تمتلئ منازلهم بالقمامة وتصير مستعمرات للبكتيريا والفطريات مؤدية إلى رائحة مُنفرة لا تحتمل تجعلهم في عُزلة عن عوائلهم وأصدقائهم.

الأعمال الروتينية التي لا تستغرق في المُعتاد سوى بضع دقائق تأخذ زمن أطول لدى مرضى الاكتناز فإعداد وجبة فطور يحتاج وقتاً اطول بسبب عمليات التنقيب والاستكشاف عن الأدوات بين الأكوام!
يفسر علماء النفس ذلك بوجود ارتباط ما بين اضطراب الاكتناز والقدرات التنظيمية الرديئة واعتقادات غير اعتيادية حول المقتنيات. من ناحية القدرات التنظيمية قد يكون هناك تشتت في الانتباه، وصعوبات في التصنيف، من ناحية الاعتقادات الغير اعتيادية فإن المصابين يظهرون ارتباط وجداني شديد بمقتنياتهم ويشعرون بالراحة مع أشياؤهم ويتخوفون من فكره ضياع أحد أشياؤهم.

إذا كنتم ممن يحتفظون بأشياء ليس لها قيمة ولا تشكل ذكريات مهمة في حياتكم كالاحتفاظ بأعداد من زجاجات العطر الفارغة، ومجموعات من الأقلام التي لا تصلح للكتابة، والفواتير المكومة، بخصوص الأخيرة من منا ليست لديه على الأقل فواتير الأشهر الماضية؟

 
]صوت صرصار الليل [

 
اتخذوا قرارًا عاجلًا وتخلصوا منها حالاً لا داعي للمماطلة! اتبعوا "التخفُّف" كنمط لحياتكم قوموا بالتصنيف الدوري للأشياء التي تحتاج الذهاب لسلة القمامة، وأغراض لا تحتاجونها لكن غيركم يكون بأمس الحاجة لها.
إذا كنتم متوجسين أو تعرفون أحدًا قد يكون لديه هذا الاضطراب فيجب حينها زيارة الأخصائي النفسي في أقرب فرصة.