الجريمة المقدسة
الإبادة الجماعية من أيديولجيا الكتاب العبري إلى المشروع الصهيوني
عصام سخنيني
كتاب جيد جدا ومختصر وهيكلته واضحة وممتازة. يمكن تلخيص هيكل الكتاب المكون من ثمانية فصول كالآتي:
ينطلق في الفصل الأول من إرساء قواعد وركائز الإبادة الجماعية وماينضوي تحتها (تطهير عرقي، إبادة مكانية، ترحيل سكاني، إبادة الذاكرة) ليثبت في الفصول اللاحقة أن هذه الركائز موجودة في بنية المشروع الصهيوني النظرية وفي ممارسته العملية.
في حديثه عن البنية النظرية للمشروع الصهيوني يركز على رافدين فكريين للمشروع، هما الكتاب العبري، والأفكار الاستيطانية الكولونيالية. فيثبت أولا في الفصل الثاني أن الكتاب العبري فيه مضامين إبادية،
ثم يثبت في الفصل الثالث أن هذه المضامين استخدمت بالفعل من قادة المشروع الصهيوني في تبرير الممارسات الإبادية.
في حديثه عن الممارسة العملية للمشروع الصهيوني يثبت في الفصل الرابع أن نوايا الإبادة والتهجير كانت حاضرة في الخطاب الصهيوني وفي الفكر الصهيوني منذ البداية، وأن الإبادة كانت شرطا ضروريا لاكتمال المشروع الصهيوني في وعي القادة.
وفي الفصول التي تلي يشرع في توثيق المشاريع الإبادية، تحديدا مشروعين واضحين، هما النكبة وغزة 1956. في الفصل الخامس يتحدث عن النكبة من حيث هي مشروع إبادي ناجح،
وفي الفصل السادس عن احتلال غزة من حيث هو مشروع إبادي باء بالفشل.
يبدأ بعد ذلك في التحدث عن ركيزة من ركائز الإبادة الجماعية للفلسطينيين وهي إبادة الذاكرة الجمعية والتاريخية والجغرافية والرمزية للفلسطينيين. يتحدث في الفصل السابع عن أبرز معالم هذا المشروع،
ثم في الفصل الثامن عن كيف سُخر علم الآثار لخدمة المشروع الصهيوني، سواء من خلال تزييف واصطناع آثار مزورة، أو من خلال قراءة وتفسير الآثار قراءة تعسفية تصب في صالح المشروع الصهيوني.
عن المؤلف
عصام سخنيني (1938–2019) هو مفكر ومؤرخ فلسطيني، وباحث في التاريخ الفلسطيني.
حصل على جائزة جامعة فيلادلفيا في عمّان عن أحسن كتاب مؤلف في الإنسانيات للعام 2012 عن كتاب الجريمة المقدسة، وكان آخر كتاب نشر له عن دار العائدون بعنوان القدس: تاريخ مختطف وآثار مزورة.