2006
كانت فاصل غير متوقع في حياتي
أعتقد بأن الشيء الوحيد في دروس الحياة هو أننا لا نعلم متى تكون، أعني في حياتي لم أكن أدرك أنني أمر بدرس إلا بعد نهايته، وخاصة بعد عام 2006 وما حدث فيها.
فقد كنت ذاهبة للمنزل بعد يوم دراسي جميل، ولكن عندما وصلتُ إليه، رميتُ جميع كتبي الدراسية وقلتُ لأمي بأنني لن أدرس بتاتاً. لم تصدقني في الوهلة الأولى بحكم أنني من الأشخاص الذين يحبون العلم منذ الصغر. ولكنني أصريت على هذا وبالتالي تركت الدراسة للمرة الأولى. كانت تصرفاتي غير طبيعية وقتها، فقد كنت أغضب كثيراً وأعاني في النوم. فقدتُ الشهية، وكنت متقلبة المزاج دوماً.
كنتُ أحاول أن أحضر إلى المدرسة كل عام، ولكنني لم أستطع، صحيح أن حماسي كان عالياً في بداية العام ولكن بعد شهرين أجد نفسي غير قادرة على الفهم والتركيز في الدروس، وبالتالي أتركها مجدداً. واستمر ذلك لخمس سنين متتالية. وفي سنة من السنوات قررت عائلتي أن أراجع طبيباً، وبعد العديد من الفحوصات سمعتُ الطبيب يخبر أبي بأنني أعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، لم أكن أهتم وقتها بما قد سمعت لسبب لا أعلمه.
بعد تجربة الكثير من الأدوية، كانت الأعراض تهلكني جسدياً ونفسياً. فقد كنتُ أعاني من التشنجات المؤلمة كثيراً، لم أكن أستطيع أن أركز في دراستي المتقطعة، كنتُ مكتئبة جداً وكثيرة التفكير بالأفكار السلبية، كان مزاجي حاداً وكنتُ عصبية بشكل مبالغ فيه، لم أكن أستطيع إنجاز أي شيء في حياتي وهذا الأمر ضايقني كثيراً، اعتقدتُ بأن حياتي قد انقلبت رأساً على عقب.
كل هذا جعلني ضعيفة، من الداخل والخارج، غير واثقة من نفسي من ناحية الدراسة لدرجة أنني تخيلت نفسي بأن أكون عالة على أهلي ومجتمعي وبلدي.
وعند بلوغي الـ ٢١ عاماً ، قررت أن أضع حداً لوضعي السيء ، وبعد 5 ساعات من التفكير الطويل والمُجهد قررتُ أن أكرس وقتي كله في كل شيء أجيده وإن لم يكفِ سيتحتم عليّ إيجاد هواية جديدة لملء الفراغ .كانت هوايتي في ذلك الوقت التصميم الجرافيكي لذا قررت أن أتعلمه. فأصبحت أنكب على دروسه من وقت الاستيقاظ حتى وقت النوم ، كنتُ أجهد نفسي بالرسم و القراءة أو اللعب إلى أن أتعب مما جعلني أنشغل بما أحب وما هو مفيد و لم يكن لدي وقت للاستغراق في التفكير السلبي الذي كان سبباً في اكتئابي الحاد.
استمررتُ على هذا الشي طويلاً وقد تحسنت صحتي قليلاً ومع إيجاد الدواء المناسب لي استطعتُ العودة إلى الدراسة وإنهاء المرحلة الثانوية بنسبة ليست جيدة، ولكن أتتني فرصة للدخول إلى الجامعة ودراسة تخصص التجارة الإلكترونية ولله الحمد
(كان حلمي منذ الصغر بأن أدرس تخصص جديد ومميز).
بعد هذه التجربة الصعبة أدركتُ بأنني أستطيع مع العمل المتواصل أن أصل إلى كل ما أطمح إليه، وهذا الشيء جلب لي الثقة والسعادة والفخر لنفسي. وأيقنتُ بأن ما بعد العُسر يسر.
معكم البندري العتيبي
حالياً أنا في السنة الأخيرة من دراستي الجامعية
تخرجت من أكاديمية مسك في الـ UX Design
عضوة في فريق عمل كويل التعليمية
قد أقمتُ دورتين لتعليم الفوتوشوب أون لاين
ما اهم المشاريع التي عملتي عليها؟
كنتُ أصمم لجهات كبرى مثل الجمارك السعودية والكلية التقنية وشركة العرض المتقن
وما البرامج التي تتقنينها في عالم التصميم؟
الفوتوشوب والاليستريتر والقليل من الإنديزاين
كيف طورتي نفسك في مجال التصميم؟
من خلال التسجيل في دورات التصميم ومتابعة دروس المحترفين في اليوتيوب
ماهي اهدافك المستقبلية وأحلامك؟
أن أصبح كاتبة وأن أكون مدربة معتمدة في مجال التصميم.
نصيحة توجهيها لكل من يقرأ كلماتك؟ ولكل من يعاني من ظروف صعبة تعيقه عن الاستمرار عالم الابداع؟
آمن بنفسك إن لم يؤمن بك أحد، فأنت تستطيع عمل أي شيء تريده ما دمت مؤمناً بنفسك ومتوكلاً على الله وعازماً على تخطي جميع الصعاب وإن كثُرت. فالأفضل لم يأتي بعد.
كلمة أخيرة لطليعة؟
شكراً على إتاحة هذه الفرصة لي، أتمنى لكم كل التوفيق.