رواية

ثروات النعيم

لست من ذاك الزمان الذي تجف فيه عروق الرجال لروي ظمأ أحبابه.. حياتهم شاقة، مضنية، مؤلمة.. ضعيفهم كمن هو الميت الحيّ! وقويهم كالشيطان يغوي وينهب ويقتل من يشاء!..

نجدٌ وحجازٌ ومصِر.. كالشمس والقمر والنجم في سماءٍ واحدة!  يختلفون في تكوينهم وشكلهم وحجمهم..

فمن واجبي أن أكتب عن هذا الماضي القدير، لتبيان المعاناة التي عاشها أجدادنا في ذاك الزمان لكي يعيشوا بأبنائهم فقط… بسلام وأمن ورخاء..

غلاف الرواية

عن ماذا تتحدث الرواية؟

قبل عقودٍ من الزمن تحكي الرواية عن قصة الشاب “صقر” الذي كُتبت أقداره ليعيش مغامرة لم يكن يحلم بها قط! فصقر كباقي الشباب في نجد يعملون مع آبائهم حين يشتد عودهم لرعية باقي الأسرة، إلا أن حياته وحياة أسرته كانت صعبة بسبب الفقر، فشاءت الأقدار أن يعمل عملاً إضافياً بصحبة صديقة خالد في يومٍ عاصف! فإذا بهما يتوهان في صحراء نجد ليخوضوا مغامرة تبدأ من نجد وتنتهي في بلاد الهند والسند!

فكيف وصل صقر إلى هناك؟ وما الداعي لرحيله وترك وطنه وأهله؟ ومن ساعده للوصول؟

إنها رحلة عظيمة، مليئة بالتفاصيل والحكايا، رحلة صنعت من صقر رجلاً وبطلاً كي ينجو بنفسه..

مشهد من الرواية

لاحظت على خالد التعب. فخلع ثوبه وبدأ يجره على التراب بسبب الحر، فقلدته وخلعت ثوبي ولففت شماغي على رأسي حتى لا أصاب بضربة شمس. كنا مؤمنين بالله بأننا سننجو، ولكن خالد مع كل دقيقة يقضيها معي يزداد كرهاً لي، فلم يعد يتحدث لي أو يشكوا حاله! فقط يتحرك للأمام ويتلفت باحثاً عن بوادر أثر للشعيب! فلم أشأ أن أزعجه أكثر من ذلك، فجميعنا قلقين من الموت والضياع مرة أخرى في هذه الصحراء التي لا حياة فيها. فحتى الدواب تقضي نهارها سباتاً وتخرج ليلاً لتعيش، هرباً من حرارة الشمس ولهيب الأرض.


فالأرض جدباء، والأشجار بدت أغصاناً، كنت أسمع قصصاً عن رجال تاهوا في صحاري نجد، وكانوا يعيشون لأيام عديدة!

ولكن أين هو الصبّار! وأين هي الآبار؟ أين هي الأرانب؟ فلا أرى سوى رمل وصخر وغصن شجر!

لقد ظمئنا واشتد علينا التعب، فإذا بخالد يقف عن الحركة نهائياً، فجلس أرضاً متربعاً، وبعد صمت طويل قال: حسبي الله عليك.

لشراء الرواية

Join