الحل في البل


البل كلمة دارجة لها معانٍ كثيرة حسب وضعها في الجملة

من معانيها المتوافقة مع عبارة الحل في البل هي الضغط بقوة

والمقصود هنا أن يضغط الشعب بقوة على المجلس العسكري فيعلن براءته من مليشيات الجنجويد، ويقبل بتعيين حكومة مدنية، من ثم يلتزم بعدها مهامه الرئيسة المتعلقة بحماية البلاد والذود عنها. هذا، والكل قد علم الآن، لم يكن في مخيلة العسكر البتة رغم صدعهم بهذا في المنابر. استغل العسكر ثورة الشعب وأعادوا السطلة جذعة لحظيرتهم الفائح ريح كيرها خبثاً، ووثبوا على الكرسي منادين بالشرعية. مالهم كيف يحكمون!

من معاني البل أيضاً الركض بسرعة. وربما كان حل مشكلة السودان هنا. لست أعني ركضاً هرباً من معضلِ ما يحدث على أرض الواقع، بل ترك المعضل وتعديه إلى غيره ركضاً فهو أصلا بلا قيمة. الثورة ما قام بها المجلس العسكري ولا مليشيات الجنجويد المجرمة، بل قام بها الشعب السوداني مصطفاً خلف تجمع المهنيين السودانيين غير منقادين له. كان التجمع في القيادة لأن الشعب أراده ولأن كلمته والشعب سواء. كثير نطق وقال وخطب ضد البشير وضد الإسلامويين وضد العسكر. خطبٌ رنانة أريد بها باطلُ الحزبية التي ما جنى السودان من وراءها إلا العسكر. فهم…..

إذا نصبوا للقول قالوا فأحسنوا

ولكنّ حسن القول خالفه الفعل

عبدالله بن همام السلولي

قلة هم المعترفون بالمجلس العسكري حكومةً للسودان، وهم مصر والسعودية والإمارات وروسيا. لكن الرافضون لهم كثر. الإتحاد الإفريقي ثانيهم وأمريكا ثالثهم وشعوب العالم رابعهم وشعب السودان أولهم وآخرهم. تجمع المهنيين يملك كل هذا بيمينه. لو شكل التجمع حكومة وطنية تكنوقراطية وأعلن عنها لاصطف حولها الشعب ومن وراءهم العالم. يختارون مجلساً سيادياً وبضعة وزراء، ومن ثم يضعون آلية لاختيار سفراء لدول العالم ولاتحاداتنا الإقليمية والقارية وللأمم المتحدة. سيقف معظم هؤلاء خلفهم مؤيدين، فالضغط الشعبي الدولي أحال العالم أزرقاً وسيحيل نهارهم أسوداً إن أبَوا ذلك.

سيتحول بذلك المجلس العسكري من خانة المتسلط. سيصبح كالفأر حين يحصره طالبه في ركن. لا دعم من خليج ولا أمل في ذلك، فنبرتهم قد تغيرت مذ أشارت أمريكا إليهم بإصبعها أن لا. ولا دفعاً من الاتحاد الأوروبي فحميدتي قد خرب ما بينهم من عامر. هذا حسب ظني هو البل الذي فيه الحل والله تعالى أعلم.

Join