كيف يمكن أن تستفيد من نظام إدارة التعلم داخل بيئة التعليم المدمج؟
التعليم المدمج. ربما سمعت عن هذا المصطلح من قبل، هذا المصطلح الذي ذاع صيته في السنوات الأخيرة مصحوباً بـ كم المزايا التي يوفرها لتجربة التعلم بشهادة كلاً من المتدربين والمُحاضرين على حدٍ سواء، لا يزال بعض الغموض يعتريه. يحتاج مصطلح التعليم المدمج عند الكثير من الناس إلى المزيد من الإيضاح، ويريدون أن يعرفوا أكثر عنه وماذا يعني بالضبط؟ في هذه المقالة سنتعمق في شرح التعليم المدمج ومزاياه وكيف يمكن تحقيق أقصى استفادة ممكنة منه داخل التجربة التعليمية، وسنُبحر بعيداً حول آليات تنفيذ وتحقيق استراتيجية التعليم المدمج بنظام إدارة تعلم رقمي يتيح لك تطبيق كل جوانب ومزايا التعليم المدمج..
لكن أولاً..
ما هو التعليم المُدمج أو الـ Blended Learning ؟
التعليم المدمج هو عبارة عن مزج أو خلط بين التعلم التقليدي الذي يعتمد على تلقي المعلومات ونقل المعرفة وجهاً لوجه في قاعات المحاضرات أو الفصول الدراسية أو غيرها، مع التعلم الإلكتروني وأدواته التقنية المختلفة، حيث يتم الإعتماد جزئياً على كلاً من النمطين التقليدي والرقمي، فيستطيع كلاً من المتدرب و المُحاضِر أن يستفيدا من مزايا التعلم التقليدي الذي يمنحهم قدرة أكبر على التفاعل والتواصل بينهم، ويستطيعان في الوقت ذاته استخدام التعلم الإلكتروني والأدوات الرقمية التي توفر الكثير من الممكنات التقنية التي تعمل على توفير الوقت والمجهود وأتمتة بعض العمليات داخل تجربة التعلم وتنفيذها بدقة وفعالية أكبر.
تاريخ التعليم المدمج.. إرث منذ زمن سحيق!
لم يكن التعليم المدمج أو الهجين متوقف فقط على توافر الإنترنت و الممكنات التقنية وتطور الأدوات الرقمية المختلفة، فقد ظهر هذا النمط من التعلم منذ أمدٍ طويل، وله تسلسل زمني من القرن التاسع عشر الميلادي وحتى الآن.. نستعرض معكم سريعاً هذا التسلسل الشيق!
1840 .. أول خلط بين التعلم الصفي التقليدي مع التعلم عن بعد
في عام 1840 قام السير "إسحاق بيتمان" بإطلاق أول دورة تعليمية معتمدة على هذا المبدأ، فقد أرسل بيتمان عبر البطاقات والرسائل البريدية أسئلة ومهام محددة إلى طلابه ليقوموا لاحقاً بفحصها ثم الإجابة عليها وإرسالها له مرة أخرى، وبالرغم من انعدام الوسائط والأدوات التقنية حين ذاك، إلا أن هذا يعتبر بشكل أو بآخر هو أول تفكير وتطبيق عملي بشأن التعليم المدمج الذي يمزج بين نمطين مختلفين من التلقي المعرفي!
1960 ~ 1970 .. أول تدريب يعتمد على استخدام حاسوب مركزي
كانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يتم بث تدريب لعدد كبير من الموظفين دون الإعتماد كلياً على المواد المطبوعة، حيث استطاعت جامعة إلينوي آنذاك من تطوير وسيط رقمي يتمكن من خلاله الموظف تسجيل الدخول على نظام يستطيع تحصيل المعلومات منه بشكل بسيط.
1970 ~ 1980 أول تدريب يعتمد على التلفاز والبث المباشر
كانت هذه هي المرة الأولى التي لا يُشترط فيها تواجد كلاً من المُحاضر والمتدرب في مكانٍ واحد! حيث بدأ الاعتماد جزئياً على التلفاز كوسيط لنقل المعرفة والمواد التعليمية المتعلقة بالتدريب
1980 ~ 1990 .. ظهور الاسطوانات الرقمية
في هذه الفترة بدأت الاسطوانات الرقمية في الظهور والانتشار، وتم الاعتماد عليها من قبل المؤسسات المختلفة، حيث كانت الاسطوانات قادرة على تقديم تجربة تعليمية مرئية وغنية بالتزامن مع التعلم التقليدي.
2000 وحتى الآن .. ثورة التحول الرقمي وانتشار التعليم المدمج
مع حلول القرن الـ 21 بدأت أجهزة الحاسوب والوسائط الرقمية بالتطور والانتشار أكثر وأكثر، ولم تعد مقتصرة فقط على المؤسسات الكبيرة أو طبقات اجتماعية بعينها، بل أصبح "الكمبيوتر" في متناول العديد من الفئات المختلفة، مما ساهم في الاعتماد جزئياً على الوسائط الرقمية خلال تجربة التعلم أو التدريب، وبذلك أصبحت استراتيجيات التعليم المدمج ميسرة وسهلة التطبيق.