تجربة التدريب والعمل
تنبيه!
مهم جدا أن يأخذ في الحسبان أي شخص يقرأ مثل هذه التجارب أنها ليست إلا تجارب شخصية تحتمل الصواب والخطأ، وتعميمها بدون التأمل والتفكير فيها ونقدها قد يضر بمقدار ما ينفع، وسيلاحظ أي قارئ لمجموع هذه المقالات الذاتية وعند سماعه لنصائح عدة أشخاص أنها في بعض الأحيان تخالف بعضها ولا تتفق في الآراء والنصائح، لذلك يجب عدم أخذها وكأنها قرآن منزل.
السنة الأخيرة من الجامعة
الدراسة ليست هي كل شيء في المرحلة الجامعية، والذي يميز أي خريج هو أعماله ونشاطاته خارج الجامعة من مشروع تجاري أو دورات تدريبية أو برامج وشهادات ال nanodegree أو العمل في المجال التطوعي والخيري.
أعرف أشخاص طوروا تطبيقات مشهورة أو فتحوا مشاريع تجارية تدر ملايين سنويا وهم لم يزالوا طلاب جامعيين.
متى يجب أن تركز فقط على الدراسة الجامعية؟ إذا لم تنمي قدرتك على الموازنة بينها وبين الأنشطة الأخرى.لا تبدأ سنتك الأخيرة في الجامعة إلا وأنت حددت لك مجالا معينا مهتما فيه، حتى تتمكن خلال السنة الأخيرة ومرحلة التدريب من تنمية قدراتك ومهاراتك في هذا المجال.
سوق العمل لا يسألك ما المجال الذي ترغب به حتى ندربك ونؤهلك فيه؟ هو سيوظف الشخص المتقن لأساسيات هذا المجال. أي شركة أو جهة تنتظر من موظفيها "ولو كانوا خريجين" أن يكونوا أصحاب خبرة!
كن مطلعا على أهم النظريات الحديثة والاكتشافات في التقنية بشكل عام، وكن متابعا "وبقوة" لكل جديد في تخصصك الدقيق من فترة الدراسة (أعني بالتخصص الدقيق أن تكون Backend developer أو Quality Assurance Specialist أو vapt specialist … أو غيرها، وليس تخصصك في الكلية).
وخذها قاعدة: (كون معرفة أفقية في مجال عام، ومعرفة عمودية في تخصصك واهتمامك الدقيق)
اللغة الإنجليزية معطى أساسي مطلوب من كل خريج جامعي وخصوصا طلاب كلية علوم الحاسب والمعلومات.
احرص على تنمية وتقوية شبكة علاقاتك خلال الجامعة وخصوصا في السنة الأخيرة، فقد يساندونك في تقديم الرأي والنصح مستقبلا.
أهم مهارة يجب عليك تعلمها هي مهارة التعلم الذاتي، والالتزام بإنجاز وإكمال أي دورة تأخذها على الانترنت أو سلسلة شروحات على اليوتيوب، فالكثير يبدأون بمشاهدة سلسلة تتعلم لغة من لغات البرمجة ثم يتكاسلون بعد ثاني أو ثالث درس.
هذه المهارة مهمة في الجامعة وأكثر أهمية بعد التخرج.
التدريب
تجربة التدريب من أكثر التجارب التي تختلف من شخص لآخر، فلا تأخذ تجربة أحد الطلاب على أنها هي المعتاد.
التدريب في إدارة (س) قد يختلف تماما عن إدارة (ص) في نفس الجهة التدريبية، بل قد يختلف بحسب من هو مشرفك في الجهة!
رائع جدا أن يكون تدريبك في نفس مجالك التخصصي (فلو كان هناك شخص مهتم ب frontend development وكان تدريبه في نفس هذا المجال فهذا يكسبه خبرة جميلة) لكن في بعض الأحيان قد لا تتيسر لك مثل هذه الفرصة، ما الحل؟
لا تتحسر كثيرا .. أكمل متطلبات التدريب حتى ولو كان التدريب غير مفيد لك، واستغل هذه الفترة في إكمال دورات الأون لاين في مجالك.
احرص كثيرا في تدريبك على أن تعكس انطباع إيجابي عنك، وأن تنجز كل مهمة توكل إليك بأفضل صورة ممكنة، وأن تكون ملتزما بسياسات الحضور والانصراف والاحترافية والأدب في التعامل مع الآخرين، واعتبر نفسك موظف عندهم حتى لو ما كان لك مكافأة. عندي شواهد كثيرة على هذه أهمية هذه النقطة:
كان هناك مجموعة من المتدربين كنت أنا المشرف عليهم، انتهى تدريبهم ولم يتم توظيفهم لعدم وجود شاغر. بعد شهرين تقريبا من انتهاء التدريب قدمت استقالتي وانتقلت إلى جهة أخرى، سألني المدير من ترشح أن يكون بديلك؟ رشحت أحد المتدربين المتميزين، وتم توظيفه وعمل لمدة شهرين في مكاني ثم حصلت له فرصة أخرى في شركة شبه حكومية براتب أفضل بنسبة 30%. بقية المتدربين لم تحصل لهم فرصة وظيفية حتى كتابة هذه الرسالة!
كنت أعمل مقابلة مع أحد المرشحين والذي كان متميزا ولديه خبرة 3 سنوات، لكن ما الله كتب له وظيفة عندنا لسبب ما. بعد المقابلة أرسلت له رسالة شكر على حضوره ووضحت له أنه ما تيسرت له الوظيفة، بعد أسبوع سألني إذا فيه شواغر لخريجين جدد قلت له نعم. فقال عندي 3 متدربين انتهى تدريبهم ومتميزين لكن ما عندنا شواغر وظيفية. قلت هاتهم. قابلناهم وكانوا فعلا متميزين، أحدهم وظفناه وال2 الآخرين أرسلت سيرهم الذاتية لجهات أخرى، أحدهم الآن متوظف!
كباحث عن موظف: من أسوء المواقف التي من الممكن مواجهتها عند مقابلة أي خريج جديد أنه لا يعرف ما هو مجاله، ولو سألته "طيب لو كان فيه وظيفة مدير قواعد بيانات؟ هل تشوف نفسك فيها؟" ثم سألته "هل تشوف نفسك في مجال UI\UX؟" وكان جوابه على السؤالين نعم فهذا دليل أنه حريص فقط على الراتب وليس على مستقبله ومساره المهني.
في فترة التدريب أو في بداية وظيفتك قد تكلف بمهام إدارية بحتة وليست في مجالك التخصصي أو حتى مرتبطة بالتقنية، فاحرص على أنك تؤديها بأفضل صورة ممكن وأن تتقنها. فالمهام والمسؤوليات الوظيفية تنمو وتتوسع بحسب قدراتك على إنجازها وثقة مديرك أو مشرفك بعملك.
البحث عن وظيفة
فيه نقطة مهمة مرتبطة بآخر نقطة ذكرتها، وهي أنه لو كان أول راتب لك 13 ألف، لكن مهامك فعليا ليست مرتبطة بمجالك وتخصصك الذي ترغب فيه. فاهرب من هذه الوظيفة ولو كان إلى وظيفة أخرى بنصف الراتب!
بعد سنتين ممكن يكون راتبك أكثر ب 3 أضعاف لو كنت تعمل في المجال الذي تحبه، وستجد فرص وظيفية في أماكن أخرى بحكم خبرتك التي نميتها، وكذلك لن تكون تحت رحمة الجهة التي تعمل بها.
إحدى الموظفات تركت وظيفة كانت تستلم فيها 6 آلاف، وتوظفت في شركة ناشئة براتب 4500! لأن الوظيفة الثانية كانت هي مجالها الذي ترغب فيه، طبعا بعد 6 أشهر تيسرت لها وظيفة براتب لا يقل عن 3 أضعاف هذا الراتب وفي مكان أفضل.السيرة الذاتية وصفحتك في linkedin هي وسيلة التعرف عليك، وهي التي بعد توفيق الله ستيسر لك فرصة المقابلة الوظيفية، فابحث في كيفية تحسينها وكتابتها، فالإنترنت مليء بالمعلومات المفيدة في هذا الجانب.
مهما كانت سيرتك الذاتية منمقة وصفحتك في linkedin مبهرة فالمحك الحقيقي هو المقابلة الوظيفية. أن تكون متميزا ومستحقا للوظيفة لا يعني أنها لك. تعرف على نقاط قوتك ونمها ونقاط ضعفك وعالجها، أيضا الإنترنت مليء بالمعلومات المفيدة في هذا الجانب.
احرص على أن تتواصل مع الجهة التي تواصلت معك وتشكرهم على توفير فرصة المقابلة الوظيفية، وأعد التواصل معهم بعد 2-4 أسابيع للاستفسار عن هل استجد جديد حولك.
إذا تيسرت لك إمكانية أخذ مرئيات وملاحظات من قابلك عن أدائك في المقابلة فهي كنز رهيب، كنت أدردش مع مديري وأتى طاري المقابلات الشخصية، فسألته عن انطباعه عني وقتها وكيف كان أدائي. فرد علي بحزمة من الملاحظات انصدمت منها لأنها ما تعكس شخصي. أخذتها في الاعتبار وعملت على تحسينها، وخلال أول 3 مقابلات بعدها كلها حصلت على عروض وظيفية! هذا لا يدل على تميزي بقدر ما يؤكد على أن المقابلات الشخصية بحد ذاتها مهارة ممكن اكتسابها.
لا تركز على الراتب في أول وظيفة لك .. المكان، بيئة العمل، المدير المباشر، طبيعة المهام والمسؤوليات. كلها عوامل أهم بكثير من الراتب وخصوصا في أول وظيفة.
لا تحرص على كثرة الدورات والشهادات وتملأها في سيرتك الذاتية بقدر ما تحرص على نوعيتها وأهميتها، احصل على الدورات والشهادات "الأم" والأساس في هذا المجال، وأسأل من سبقوك ليدلوك عليها.
نقطة مهمة بشكل خاص للبنات: في بعض الجهات الحكومية أو الشركات شبه حكومية أو شركات القطاع الخاص يتم توظيف البنات لعدة أسباب، منها لكي يتم تحقيق هدف داخلي بالوصول إلى نسبة توظيف معينة من البنات (وهذا يخدمكم كثير).
لكن المشكلة أنه من الممكن أن يؤدي هذا إلى توظيف البنات إما في وظائف غير تخصصية أو إلى عدم أخذها بشكل جدي وتكليفها بمهام شكلية، هذا سيسبب مشكلة كبيرة بعد فترة وخصوصا إذا رغبت الموظفة بتغيير مكان العمل أو تم تسريحها، المشكلة تكمن في أنها ليس عندها خبرة تتوافق مع شهادتها الجامعية ومسماها الوظيفي أو أنها لن تتمكن من الحصول على مزايا وظيفية أعلى داخل الجهة التي تعمل بها. إحدى الموظفات في جهة حكومية تم توظيفها كـ Data Analyst ولكن مهامها وطبيعة عملها فقط بتجهيز تقارير وعمل استبيانات وأشياء ما لها علاقة بتحليل البيانات، استمرت لمدة 5 سنوات في هذه الجهة وبدون أن يتم ترقيتها أو رفع راتبها وحاليا تحاول تتوظف في أي مكان آخر بمهام لها علاقة بتخصص علوم الحاسب.
بعد الوظيفة
استمر في التعلم .. فالمجال التقني بشكل خاص لا يتوقف عن التغيير
قد تكلف بمهام متنوعة ومتفرقة وبعضها خارج مسؤوليات ومهام وظيفتك، اسعى إلى تنفيذها بأفضل صورة ممكنة ولا تتضجر (إلا إذا أصبح هذا هو المعتاد)
احرص دائما على أن تقوم بالتحسين في طريقة العمل أو السياسات والآليات، فمهما كانت الجهة متميزة وكبيرة فهناك مجال للتحسين. (ممكن هناك إطار عمل جديد في JavaScript أقترح أن يتم استخدامه ليحقق نتائج معينة، وغيره من الأمثلة) احرص على أن تطرح رأيك للمدير وتقترح عليه.
إذا كنت بهذه العقلية المنفتحة للتغيير والتحسين المستمر ستفاجئ عندما تنتقل إلى وظيفة أخرى عن مدى التغيير الذي أحدثته.
"وكن رجلا إن أتوا بعده ** يقولون مر وهذا الأثر"حاول الانتماء والانضمام بشكل تطوعي أو بعمل جزئي إلى جهات أو منظمات تميل لها وتمثلك رسالتها ورؤيتها، فقد تكون مستقبلا هي مصدر دخلك الأساسي بصورة أو بأخرى.
الحياة أكبر من أن تكون وظيفة ومسار مهني ترتقيه، احرص على تحقيق التوازن في حياتك بين نفسك وعملك وأهلك وأصدقائك وعملك التطوعي ونفع الناس.
أن تعمل بعد انتهاء ساعات العمل ليس دليل على اهتمامك وحرصك بقدر ما هو دليل على تضييعك لأوقات العمل.
ولا تصدق كلام أي زميل أو مدير أو غيره يؤكد غير ذلك، ما الدليل؟ هنا:
https://www.skynewsarabia.com/business/1167182-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%85%D9%84-%D8%AA%D8%B9%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%95%D9%86%D8%AA%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%94%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%84%D9%8A%D9%84
( أحد المدراء كان دائما يشرفنا ويحضر الساعة 11-12 وتبدأ اجتماعاته معنا الساعة 2:30 أو 3:00 إلى الساعة 4:00 أو 5:00، كنت أنا وبعض الموظفين نستغل الساعة المرنة ونداوم من 7:00 ومن المفترض ينتهي دوامنا الساعة 3:00، مشيتها له يومين ثم صرت أستأذن وأطلع من الاجتماع الساعة 3:00 وأمشي وبدون ما أحرق نفسي وأضيع التزاماتي الخارجية.
للأسف مثل هذا المدير ستجده في أغلب أماكن العمل! )
مراجع مهمة أنصح بها