أصابع يدك مو سوا ؟
عيالك برضو مو سوا ..
هيلة الأنصاري
أعتقد أحيانًا أن العودة الواعية بالذاكرة لطفولتك و مشاعر الطفل في ذلك الوقت قد تسهل عليك في بعض الأحيان فهم موقف طفلك أو تساعدك في اتخاذ القرار الصحيح بالنسبة للموقف!
ننسى حين نكبر أننا كنا أطفالًا .. أو نقوم بالأسوأ وهو أن نطلب من أطفالنا اليوم التصرف مثلنا بالأمس،متجاهلين اختلاف اليوم عن الأمس تستطيع أن ترى التغيرات و الفروقات بين اليوم و الأمس بوضوح من كل مكان..
و الفروقات هي المحور الذي ستدور حوله جمل مقال اليوم !
-الفروقات الفردية-
أكثر مصطلح ينادى بمراعاته في التربية و أكثر مصطلح يغرق في التربية
أؤمن بأن الفروقات الفردية بين الأبناء أمر مسلم به و لكن العمل به يبدو أمر مستحيل لا أعلم لماذا؟ حين تؤمن من داخلك كمربي أن الطفل1 لا يشبه الطفل2 و لكن لا تزال تطالب الطفل1 بمستوى الطفل2 ؟ في أي ناحية اجتماعية/تعليمية ... إلخ
و أعتقد أن فهم هذه الفروقات يستدعي فهم الأسباب التي نتجت عنها،و برأيي أنها تختصر في التغيرات الحاصلة في فترة الحمل/الإنجاب/التربية في العوامل التالية:
- الخبرة التربوية.
- الظروف الإقتصادية.
- علاقة الوالدين.
- ترتيب الطفل في الأسرة.
- الوضع الإجتماعي للإسرة.
- مدى مساهمة الأب في التربية.
و أعتقد أن العامل الأهم هو عامل الخبرة التربوية،و المقصود هنا التربية و ليست الرعاية بتوفير الإحتياجات الأولية فقط! يؤسفني أن عامل الخبرة التربوية يتحول لعامل "كلٌ يدلي بدلوه" !
إن امتلاك نفس الأم و الأب لا يعني بالضرورة امتلاك نفس القدرات و الاحتياجات،و حين تقرأ للوهلة الأولى ستعتقد أن المقال ليس لك! فأن تعرف أن الطفل1 يحب كذا و الطفل2 يحب كذا ...
و لكن الهدف من هذا المقال هو التوعية و لفت النظر للسياق التعبيري الذي تستخدمه كمربي على الرغم من معرفتك فأنت تشجع الطفل1 أكثر من الطفل2 لأن الطفل1 نجاح في مجال تريده! بينما الطفل2 ينجح في مجال تعتقد أنه بسيط مهملًا التحدي و الجهد و الإهتمام و الرغبة التي دفعت الطفل2 لهذا النجاح "البسيط" بنظرك!
أما بالنسبة للآباء فهنا أخصص الرسالة :
مشاركتك في تربية ابنك الأول فقط لا تكفي!
عودة للخطاب العام: لا أعلم من أنشأ فكرة "اجتهد على الطفل الأول ثم ارمي عليه ثقل الأخوة!"
كل طفل يحتاج والديه بنفس القدر ... و أعتقد أن الدافع لهذه الفكرة هو الذاتية و الأنانية التي تشبع فيها رغبة الأم/الأب بأنهم لعبوا هذا الدور بكفاءة عند المولود الأول فلا حاجة لتكراره بنفس الكفاءة! كأن المولود الثاني كان موجود بفترة التربية تلك و اشبعت حاجاته؟
أخيرًا أعطي كل طفل حقه منك كأب/أم.
إن التربية تبدو سهلة بسيطة لأن مفرادتها متكررة في أحاديثنا اليومية فيسهل علينا اسقاطها على ما نعرفه مسبقًا و نعتقد أنه صحيح! و على الرغم من ذلك فالتربية تعد المجال الأعقد و الأكثر مرونة لأنها تتعامل مع الإنسان مع كيف تنشئ هذا الإنسان تنشئة سليمة! كيف ترى احتياجاته وهو طفل لا يستطيع أن يعبر عنها بوضوح! كيف ترى من خلال الطفل!
و أعتقد أنك حين تؤمن بأنك تربي الطفل لنفسه لمصلحته سيسهل عليك ذلك لأن اعتقاد أن ابنك ملكك هو المعضلة التربوية التي تسبب الكثير من التصادم و تنتج الرغبة بالعقاب للذات كأب/أم.