الشركات الناشئة


الجزء الأول

المستوى: مبتديء

من تجربتي، تعلمت الكثير في عالم الشركات الناشئة فقررت ان اكتب بعض مما تعلمته، لعله يفيد المهتمين ويساهم في نشر المفهوم الصحيح لهذا العالم الذي اعتقد انه سيكون النفط الجديد للمملكة.


مقدمة

اولا ما اكتبه سيكون من واقع قراءاتي ثم من واقع ما عاصرته وعايشته عمليا. لن اكتب عن نظريات لا تتحقق (وان فعلت فذكروني واعذروني).

ثانيا سأحاول قدر الامكان ان اسرد رأيي الشخصي في المكان المناسب. فمن وجهة نظري لابد من ابداء الرأي في بعض الأمور لاضافة منظور اخر ربما غاب عن البعض.

ثالثا يهمني سماع رأيكم باستمرار للتحسين والتطوير لعل الله يجعل فيها الفائدة لي ولكم. يمكنكم مراسلتي على عناوين التواصل ادناه.


الشركات الصغيرة والشركات الناشئة

كثيرا ما ارى خلطا بين الاثنين في الاستخدام بالرغم من كونهما مختلفين تماما في المفهوم. فالشركات الصغيرة هي في اساسها شركات تقليدية من ناحية طبيعة النشاط. مثلا محل بيع القهوة (كوفي شوب) او مطعم او خلافهما من الأعمال التقليدية نوعا ما. بينما الشركات الناشئة فتكون طبيعة نشاطها تعتمد على التقنية وعادة ما تحل مشكلة ما عن طريق هذه التقنية. مثلا تطبيق لخدمات الاصلاح بالمنازل او موقع لبيع الملابس على الانترنت (تجارة الكترونية).

أما من ناحية الحجم فقد اتفق الاقتصاديون والدول على تصنيف الاثنين مثل بعضهما “كمنشئات صغيرة” في بدايتهما. وربما يكون هذا أحد اسباب الخلط الذي يحدث لدى الكثير.

ويوضح الجدول أسفله أحد هذه التصنيفات حسب هيئة المنشئات الصغيرة والمتوسطة بالسعودية:


اذن ما الفرق؟

اولا: لاخطأ في اي من النوعين من الشركات. المهم ان تعرف ما الذي يناسبك وفي اي نوع تصنف شركتك لتعرف كيف تخطط لعملك بشكل صحيح وتتمكن من تحقيق النجاح.

وللابتعاد عن اي خلط فسأعتمد مسمى “شركات ناشئة” و”شركات تقليدية

ثانيا: عند المقارنة بين طبيعة الشركات الناشئة والتقليدية نجد مايلي:


الشركات الناشئة تتميز بقدرتها على خدمة عدد أكبر من العملاء بسهولة نسبيا.

فمثلا لو كانت الشركة تخدم الف عميل في خدمة تقنية على الانترنت فانها تستطيع التوسع لخدمة عدة الاف باضافات بسيطة على التكلفة التشغيلية تتمثل في موظف او اثنين اضافيين في خدمة العملاء مثلا، ثم توسعة القدرة الاستيعابية للخوادم. هذه التكاليف تعتبر بسيطة نسبيا للتوسع مما يجعل قدرة هذه الشركات اعلى على التوسع والانتشار.


بينما الشركات التقليدية كالمطعم مثلا له قدرة استيعابية لايستطيع ان يتعداها بدون تكاليف تأسيسية جديدة. فلو افترضنا ان احد المطاعم يستطيع خدمة الف عميل باليوم. فاذا اردنا زيادة العدد الى الفين مثلا، فعلينا تأسيس مطبخ جديد بمعداته، ثم توسعة صالة الجلوس بديكوراتها لاستيعاب عدد اكبر، ثم زيادة فريق العمل لخدمة الزبائن. هذه التكاليف الاضافية تشابه تقريبا حجم تكلفة التأسيس، لذا التوسع هنا مكلف من جميع النواحي ويعتبر صعب نسبيا.


بالعودة الى الشركات الناشئة نجد ان نموذج العمل يمكن تكراره عادة في مناطق جغرافية جديدة. فمثلا تستطيع الشركة الناشئة ان تعرض خدماتها في منطقة جديدة بتكاليف قليلة نسبيا. فالحل التقني تم تطويره وتجربته والتأكد من نجاحه وفريق العمل الأساسي معظمه موجود. لذا فان توسع هذه الشركات الى مناطق جغرافية جديدة يجب ان يكون سهلا نسبيا.


لو قارنا هذا بالشركات التقليدية سنجد مشكلة التوسع واضحة وضوح الشمس. فلو كان لديك مطعم مثلا فعليك ايجاد موقع مناسب في منطقة جغرافية جديدة، ثم تأجيره، ثم عمل الديكورات اللازمة، ثم شراء المعدات والاجهزة، ثم احضار وتدريب فريق العمل. كل هذه تعتبر تكاليف عالية للتوسع تماثل تكاليف الفرع الاول.


ومن هنا يتضح سبب قدرة الشركات الناشئة على التوسع السريع وبالتالي امكانيتها تحقيق نتائج سريعة نسبيا بالمقارنة بالشركات التقليدية.


مثال لتطور مبيعات شركة تقليدية

مثال لتطور مبيعات شركة ناشئة

مثال لتطور مبيعات شركة ناشئة


الشركات التقليدية

- نسبيا يصعب خدمة عملاء اكثر

- التوسع جغرافيا مكلف

- تكبر تدريجيا وببطء

الشركات الناشئة:

- يسهل خدمة عملاء اكثر

- يسهل التوسع جغرافيا

- تكبر بسرعة جدا


الشركات الناشئة ستكون النفط الجديد للمملكة


يسعدني تواصلكم:

Join