الطريق ما بعد كورونا

استكشاف طريق الخروج من الأزمة

لا شك ان ازمة وباء كورونا القت بظلالها السوداء على كل شيء. فالأفراد تضرروا نفسيا والشركات تعاني والاقتصاد بشكل عام متضرر سلبا والعديد من علاقات الدول تأزمت.

ولكني بطبيعتي اميل للنظر للجانب الايجابي في كل شيء، وهذا من فضل الله وحده علي. ونصيحتي للجميع، دائما انظر للايجابيات قبل السلبيات. دعونا نستعرض بعض الايجابيات:

  • الاسرة اقتربت من بعضها اكثر من اي وقت مضى.

  • رتم الحياة هدأ قليلا.

  • فرصة للقراءة وتعلم مهارات جديدة.

  • فرصة لاعادة التفكير بأولوياتنا بالحياة.

سأركز في هذه المقالة على التعامل مع الأزمة في قطاع الأعمال. فسنبدأ بدراسة توضح تأثيرها على الشركات عموما، ثم نستكشف طريقة للتخطيط في ظل الازمة ثم سأضع نصائح عامة اعتقد ان معظمها مفيد للشركات بحول الله.

فدعونا نبدأ:

تأثير الأزمة على الشركات

لاشك ان تأثير الأزمة كبير. فبعد اسبوع تقريبا من حدوث الازمة في منطقتنا، تواصلنا مع شركات محفظتنا الاستثمارية لمعرفة وضعهم وكيف نستطيع ان نساعد من يعاني منهم. واتضحت لنا بعض الامور سنشاركها معكم ادناه.


وكانت الاسئلة كالتالي:


  • لا تغير
  • سلبي
  • ايجابي
لا تغيرسلبيايجابي

١. هل تأثرت شركتكم ايجابا أم سلبا من الازمة؟


وكما نرى بالرسم البياني:

  • ٦٠٪ من الشركات استفادت من الأزمة ايجابا،

  • ١٦٪ من الشركات لم تتأثر بالأزمة،

  • ٣٤٪ من الشركات تأثرت سلبا بالأزمة.

ايجابية: فشركات التعلم عن بعد والتجارة الالكترونية بشتى انواعها ازدهرت مبيعاتهم و ارتفعت ارقامهم بشكل واضح مع الأزمة لتحول الجميع اكثر من اي وقت مضى للخدمات الالكترونية وجلوسهم بالمنزل.

وهؤلاء لابد لهم من محاولة اقتناص الفرصة لانهم يستطيعون في عدة اشهر انجاز ما كانوا سينجزونه في عدة سنوات. مع أهمية مراعاة الجوانب الانسانية و دورهم في خدمة المجتمع بطبيعة الحال.

لم تتأثر: فهي شركات اما نموذج عملها لا يتغير مع تغير الوضع الحالي او ان الجوانب الايجابية من الازمة الغتها جوانب اخرى سلبية ايضا في نفس الوقت. وهذه الشركات عليها ايجاد طرق لتعظيم التأثير الايجابي على التأثير السلبي لتخرج بمحصلة ايجابية قدر الامكان.

سلبية: وهي شركات تعتمد في نموذج عملها على التفاعل بين الافراد او ممارسة نشاطات خارجية مثل السفر والسياحة فهي من اكثر القطاعات التي تأثرت سلبا بالأزمة الحالية ليس محليا فحسب ولكن عالميا. وعلى هذه الشركات عمل الكثير لايجاد مخرج يساعدها على اقل تقدير بالبقاء لما بعد الازمة. وسأخصص جزء في اخر المقال يعطي افكارا لعلها تساعد في الخروج من الازمة.


  • ايجابي
  • سلبي
ايجابيسلبي

٢. هل نظرتكم المستقبلية ايجابية ام سلبية؟



وكما نرى بالرسم البياني:

  • ٩٣٪ من الشركات نظرتها للمستقبل ايجابية،

  • ٧٪ فقط من الشركات نظرتها سلبية.

وهنا تأتي أهمية التفاؤل في ظل الظروف الحالية. فمع وجود الأمل هناك طريق للخروج بإذن الله. فلا تتشائم وكن دائما متفائلا. فلا احد يعلم ما سيحمله المستقبل لنا .. لذا دعونا نتفق على ان نتفائل وان المستقبل بحول الله سيكون افضل، لأننا نحن من يصنع المستقبل.


التخطيط للقادم

لاشك ان جميع الشركات تحاول الخروج من الازمة بأقل الخسائر. التاريخ يخبرنا ان وقت الأزمات المالية اتضحت ثلاثة انواع من الشركات:

الشركات ثلاثة انواع: الضعيفة منها ستعاني بالازمات، والجيدة ستعدي الازمات والقوية ستكون اقوى بعد الازمات 

بطبيعة الحال الجميع يريد ان يكون اقوى بعد الازمة. ولكن كيف يحقق ذلك؟


لذا لابد في هذه الظروف المتغيرة وبشكل شبه يومي ان نخطط استراتيجيا للاحتمالات القادمة. فلا احد يعلم كم ستستمر هذه الازمة. وهل سيكون تأثيرها الاقتصادي طويل الامد ام سيتعافى الاقتصاد قريبا؟ وهل ستتغير طبيعة استهلاك الافراد والشركات مستقبلا؟

 جميعها اسئلة مهمة وهناك المزيد ولكن لا احد يملك الاجابة. لذا دعونا اولا نحدد بعض العناصر المؤثرة على الاقتصاد وبالتالي على سير معظم الاعمال:


١. فايروس كورونا:

فانحسار الخطر سيغير من نفسية الافراد ليعودوا لحياتهم الطبيعية دون شك.


٢. سعر النفط:

بالنسبة للبلدان المعتمدة على سعر النفط فهذا عامل مهم في اقتصادها. يمكنك تغييره الى عامل اخر مؤثر في بلدك.


٣. حجم السيولة:

يساهم حجم السيولة في تحسين اقبال الشركات على الشراء وفي نفسية المستهلكين. فاذا ارتفعت السيولة، ترتفع المبيعات بشكل تلقائي في معظم القطاعات.


٤. العودة للمدارس:

عودة المدارس تعني عودة الحياة الطبيعية وعودة الروتين للعائلة وهي من اهم المؤشرات للمرحلة القادمة على استقرار الحالة الصحية وبالتالي بداية تعافي الاقتصاد بحول الله.

هذه العناصر يمكنك تغييرها لما تراه انت مناسبا لمنطقة عملك الجغرافية. فهي ليست قاعدة ولكنها اجتهاد.


اذن كيف سيكون المستقبل؟ ما الذي يمكن ان يحدث؟ وكيف سيكون تأثيره على اعمالنا؟

لذا دعونا نضع السيناريوهات المحتملة المستقبلية. ولتسهيلها دعونا نضع ثلاثة احتمالات (ايضا يمكنك تغييرها كما تراه انت):

متشائم

.

١. سينحسر الخطر بعد سنة الى ثلاث سنوات.

٢. سعر النفط سينخفض بمعدل ٥٠٪.

٣. ستقل السيولة بمعدل ٤٠٪ تقريبا.

٤. ستعود المدارس بعد سنة الى سنتين.

متوسط

.

١. سينحسر الخطر خلال ٦ الى ٩ شهور.

٢. سعر النفط سينخفض بمعدل ٣٠٪ الى ٤٠٪.

٣. ستقل السيولة بمعدل ٣٠٪.

٤. ستعود المدارس في شهر سبتمبر.

متفائل

.

١. سينحسر الخطر خلال ٣ الى ٦  شهور.

٢. سعر النفط سينخفض بمعدل ٢٠٪ فقط.

٣. ستقل السيولة بمعدل ٢٠٪ فقط.

٤. ستعود المدارس خلال شهر.

ثم علينا ان نسأل ما تأثير كل من هذه السيناريوهات المحتملة على عملنا؟


وعلينا ان نختار حالة متوقعة للتخطيط على اساسها. وانصح دئما بالتخطيط لأسوأ الاحتمالات مع وجود بدائل في حال تحسنت الاوضاع بشكل اسرع من المتوقع بحول الله.

Join