ما القيمة التي تقدمها لقرائك؟
انتقلت شقيقة زوجي إلى المنزل المجاور لنا برفقة طفليها، وأحضرت معها اثنين من الخيول، واثنين من البط, و مجموعة من الدجاج. على الرغم من أننا نعيش على أرض كانت في السابق مزرعة، إلا أن الحظيرة الكبيرة الموجودة هناك لم تشهد العديد من أنواع الحيوانات لمدة طويلة!
الخيول والدجاج في الحظيرة، أما بالنسبة للبط فهم يسبحون في بركة الأطفال البلاستيكية الزرقاء غافلين عن البركة في الجزء الخلفي من الحظيرة. يومًا بعد يوم ، ننتظر من البط إنتاج شيء مفيد، لكن لا جديد. قالت أخت زوجتي: "أعتقد أنهم عندما يكبرون بما يكفي سيضعون البيض". لكننا لم نر أي بيض بعد ، و بدلاً من ذلك أصبح البط أكثر بدانة وسمنة. الحقيقة هي أن ذلك البط لا يضيف أي قيمة للمزرعة بصرف النظر عن مظهرها الجميل، فهم فقط يأكلون ولا يساهمون بأي شيء..
هل كتاباتك بنفس الطريقة؟
عبارات جميلة وهيكل نص متناسق ورائع ولكن تفتقر إلى أي قيمة؟
ككُتّاب، يجب أن نفكر في قرائنا بينما ننشر مقالاتنا، قصصنا القصيرة، رواياتنا.
كيف تضيف كتابتنا الحالية قيمة لقرائنا؟
هناك ثلاثة أسباب تجعلك تفكر في قيمة كتابتك للقارئ:
1. معرفة قيمة كتاباتك تمنحك الرؤية الشاملة:
في إحدى المرات في تدريب المعلمين، أعطانا المقدم قطعة حلوى مارشملو، و أخبرنا أن نرميها جميعاً عند العد للثلاثة، قام بعض المعلمين بإلقائها في الهواء، و البعض الآخر ألقى بها خلفهم، و بعضهم ألقى بها نحو المقدم، و قام البعض برميها على طاولات أخرى، بعد أن أصبحت الحلوى جميعها على الأرض أظهر لنا مقدم العرض هدفًا مسندًا بالقرب من رف كتب.
قال لنا "هذا ما تسعون إليه".
ثم شرح: "ألن يكون من الأفضل أن أظهر لك الهدف قبل أن أخبرك أن ترمي الحلوى التي معك؟"
كتاباتنا تشبه هذا الموقف، لابد أن تعرف ما تريده قبل أن تبدأ الكتابة.
ما هو الغرض من قطعتك؟ هل تهدف للترفيه؟ للإقناع أو مناقشة موضوع؟
لبث روح الأمل والتشجيع؟ للتعليم، لنشر تجربتك؟
بمجرد تحديد هدفك، يصبح من الأسهل أن تصيب الهدف.
بالنسبة لبعض الكتاب الذين يكتبون بشكل أفضل من خلال ترك كلماتهم تتدفق على الصفحة و الذين يتركون القلم يكتب أفكارهم على الفور، أقترح أن يجعلوا الغرض من مقالتهم يتحدد بشكل أفضل أثناء عملية المراجعة والتحرير.
ما الذي انتهى بكتابتك في النهاية؟ إلى أين أخذتك كلماتك وهل يمكنك تحديد القطعة لتوضيح الغرض؟ ستساعدك معرفة القيمة التي يجلبها نصك للقارئ على كتابتها.
أما بدون معرفة قيمة لهذا النص، قد تنتهي كتابتك مثل بطتين جميلتين عديمتي الفائدة.
2. إن معرفة قيمة كتاباتك تجعل من السهل الترويج لها
لقد رأينا جميعًا هؤلاء الكتاب الذين يبدون مثل بائعي السيارات المستعملة، و هم يروجون لعظمة مقالاتهم، و يتوسلون لنا عمليًا للنقر على روابطهم وقراءتها، و الأسوأ من ذلك أن بعض الكتاب هم زهور صامتة و لا يشاركون عملهم أو يروجون له أبدًا خوفًا من أن يبدو مثل الصنف الأول السيارات!
ألا توجد طريقة أخرى يمكننا من خلالها مشاركة وتعزيز كتابتنا؟
نعم يوجد .. إن معرفة القيمة التي تعطيها كتاباتنا للقارئ يمكن أن تساعدنا في الترويج بصدق.
بدلاً من القول: "انظروا إلى مدى روعة هذه المقالة، و إلى أي مدى أنا موهوب ككاتب"، يمكننا أن نقول: "انظروا إلى مدى فائدة هذه المقالة، لقد كتب هذا المقال لك!"
تركز إحدى الطرق على مساعدة القارئ، بينما تركز الطريقة الأخرى على التباهي بالكاتب.
إن موقعي على الويب كله عن مساعدة الأمهات، أكتب مقالات هناك مع أخذ هذا الجمهور بعين الاعتبار، ولكني أيضاً لا أنشر أيًا من المقالات التي كتبتها حول كتابة المحتوى على موقعي لأن ذلك لن يضيف أي قيمة لقرائي، و عندما أذهب لمشاركة إحدى مقالاتي على وسائل التواصل الاجتماعي، أتأكد دائمًا من كتابة إعلان واضح قبل إضافة الرابط، مع ذكر شيءٍ عن سبب فائدته.
إذا لم تكن قد حددت قيمة كتابتك، يمكنك أن تقع بسهولة في فخ الكاتب الصامت أو كبائع السيارات المستعملة عندما يحين الوقت للنشر و الترويج.
3. معرفة قيمة كتاباتك سوف تجذب القراء المناسبين:
القراء أنانيون إذا تعلق الأمر بوقتهم ، فهم لا يتطلعون إلى رؤية مواهبك الكتابية .. إنهم يتساءلون ماذا يوجد لهم!
هل ستعلمني هذه القطعة شيئًا جديدًا؟ هل سيقنعني بتغيير شيء؟
هل ستساعدني على تحسين حياتي؟ هل ستسعدني؟ تؤثر بي؟ تمتعني؟
سوف ينظر القراء إلى العنوان والعنوان الفرعي للحصول على هذه الإجابات.
لذلك عندما تقوم بصياغة عنوانك الأساسي وعنوانك الفرعي ، ضع باعتبار: أن تضع فيها قيمة قطعتك.
ستساعدك معرفة القيمة التي سيضيفها نصك لقرائك معرفة كيفية الترويج لها..
لا أحد يرغب في القراءة حتى نهاية مقال بدون أن تضيف له أي قيمة وفائدة.