منهجية الإدارة المرنة للمشاريع Agile

Agile Mindset

في السنوات القليلة الأخيرة و مع انتشار فكر الشركات الناشئة انتشر مسمى يعتبر جديد نوع ما على أسماع الناس و هو “منهجية الإدارة المرنة للمشاريع أو Agile“ و هي طريقة و منهجية فكرية جديدة لإدارة المشاريع بطريقة مرنة و أصبح من المصطلحات الشهيرة في مجال ريادة الأعمال و خاصة المجتمع التقني.

ما هو تعريف مصطلح “الأجايل”؟

كلمة الـ Agile تعني لغةً المرونة و الرشاقة و ترمز إلى سرعة التعامل مع المتغيرات بسلاسة.


أما إصطلاحاً هي منهجية فكرية تركز على الأفكار و القيم الأساسية لتقديم منتجات ذات قيمة من خلال تعاون فريق عمل متعدد الوظائف ذاتي التنظيم.

كيف نشأ الأجايل؟

مع انتشار الإعتماد على تكنولوجيا المعلومات في أوائل التسعينات من القرن المنصرم، واجه تطوير البرمجيات أزمة. في ذلك الوقت ، تمت الإشارة إليه على نطاق واسع باسم "أزمة تطوير التطبيقات" أو "تأخر تسليم التطبيقات". وقدر خبراء الصناعة أن الوقت بين حاجة العمل التي تم التحقق منها والتطبيق الفعلي في الإنتاج كان حوالي ٣ سنوات.


ففي غضون ٣ سنوات ، من المحتمل أن تتغير المتطلبات والأنظمة وحتى الشركات بأكملها. وهذا يعني أن العديد من المشاريع قد تم إلغاءها جزئياً ، وأن العديد من المشاريع التي تم استكمالها لا تلبي جميع احتياجات العمل الحالية ، حتى لو تم تحقيق الأهداف الأصلية للمشروع.


في شهر فبراير من سنة ٢٠٠١، اجتمع ١٧ من كبار مهندسي تطوير البرمجيات في منتجع بأعالي مدينة سنوبيرد Snowbird بولاية يوتا Utah الأمريكية.

سعى هؤلاء المنهدسون إلى إيجاد طرق لإنشاء برامج عمل بسرعة وإيصالها إلى المستخدمين .


إعلان الأجايل

لقد توصل المشاركون في الإجتماع بصياغة ما يعرف بإعلان الأجايل "Agile Manifasto"، والذي يعتبر تحولا في النموذج الفكري في مجال إدارة وإنتاج البرمجيات.

فقد عززت قيم ومبادئ "الأجايل" الاعتماد على قدرة الإنسان في التعلم من تجاربه والاستفادة من الذكاء الجماعي للفريق من أجل تحقيق الكفاءة والفعالية في الإنتاج.


و قد توصل المشاركون إلي ٤ بنود رئيسية يجب الإهتمام بهم لتحقيق منهجية الأجايل.


بنود إعلان الأجايل هي:

  • الأفراد وتعاملهم فيما بينهم فوق المنظومات والأدوات

  • البرمجيات الصالحة للاستعمال فوق التوثيق الكامل

  • تعاون ومشاركة العميل فوق التفاوض حول العقد

  • الاستجابة للتغييرات فوق الالتزام بمخطط عمل محدد

ويعني ذلك أنه على الرغم من كون العناصر على الجانب الأيسر ذات قيمة، فإننا نعطي قيمة أكبر للعناصر على الجانب الأيمن.


مبادئ الأجايل

  1. هدفنا الأسمى هو إرضاء العميل عن طريق التسليم المبكر والمتواصل لبرمجيات ذات قيمة.

  2. الترحيب بتغيير المتطلبات ولو في مراحل متقدمة من التطوير. فمناهج الأجايل تُسخر التّغيير لصالح الميزة التنافسية للعميل.

  3. تسليم برمجيات صالحة للاستعمال على فترات منتظمة، من أسبوعين إلى شهرين، مع استحسان المدة الزمنية الأقصر.

  4. يجب أن يعمل كلاً من المهنيين والمطورين معاً بشكل يومي خلال فترة المشروع.

  5. أكثر الطرق فاعلية وتأثيراً لتوصيل المعلومات إلى فريق التطوير وبين أفراده هي التخاطب وجهاً لوجه.

  6. الاعتماد في بناء المشاريع على أفراد متحمسين. مع توفير البيئة المناسبة والدعم اللازم، ومنحهم الثقة من أجل إنجاز العمل.

  7. مناهج الأجايل تشجع التطوير المستدام. ينبغي على الرعاة والمطورين والمستخدمين أن يكونوا قادرين على الحفاظ على وتيرة ثابتة على الدوام.

  8. البرمجيات الصالحة للاستعمال هي المقياس الرئيسي للتقدم.

  9. الاهتمام المستمر بالتفوق التقني والتصميم الجيد يعزز درجة الأجايل.

  10. البساطة -- فن تقليص الأعمال غير الضرورية -- أساسية.

  11. إن أفضل البنيات والمواصفات والتصميمات تنبثق من فرق العمل ذاتية التنظيم.

  12. يراجع فريق العمل على فترات منتظمة كيف يصبح أكثر فاعلية، ثم يدقق ويضبط سلوكه وفقا لذلك.

و يمكن تلخيص وتوضيح المبادئ الـ ١٢ في الصورة التالية:

مبادئ الأجايل

مبادئ الأجايل

إنتشار الأجايل

ومع مرور الزمن توسع العمل بمنهجية "الأجايل" إلى مجالات أخرى خارج تطوير البرمجيات وتقنية المعلومات "Agile beyond IT"، وأصبحت عبارة عن منهجية فكرية تستقطب العديد من الشركات والمؤسسات التي أصبحت في أمسّ الحاجة إلى هذا التحول في طريقة التفكير.


أغلب الخبراء في منهجية الأجايل يرون أن التحول من الذهنية التقليدية في العمل والتسيير إلى ذهنية الأجايل "Agile Mindset" لا يمكنه أن يكون بين عشية وضحاها أو فقط من خلال التدرب على تطبيق الآليات وأطر العمل، فالعديد من المنظرين لمقاربة الأجايل يقرّون أن هناك فرقا شاسعا بين العمل بمنهجية الأجايل "Doing Agile" وبين اكتساب ذهنية الأجايل "Being Agile".

بما أن منهجية "الأجايل" هي منهج تفكير أو ذهنية ”Mindset" فإنها تشجع التعامل مع العقل التوليدي للإنسان ”الابتكار“، حيث تتيح إمكانية إبداع أطر عمل وآليات جديدة تتناسب مع طبيعة العمل وظروفه، فقط شريطة الالتزام بقيم ومبادئ "إعلان الأجايل“.

لذا انبثقت مجموعة من أطر العمل "Frameworks" والآليات "Process" التي تقوم على هذه المنهجية، ومن أشهرها: XP ، Lean ، Scrum ، Kanban وغيرها، حيث أن منهج Scrum هو الأكثر رواجا وإستعمالا. ولذا سنتحدث عنه بالتفصيل لاحقا.