مفهوم البراند وتطوره
الـ "Branding" هذا المصطلح الشهير شائع الانتشار
تكاد لا تخلو حياتنا اليومية من كلمة "Brand" سواء استخدمت في سياقها الصحيح أو غير الصحيح. بكل الأحوال أصبح هذا العلم موضع جدال ونقاش ما بين المتخصصين في التسويق أو المتخصصين في الفنون البصرية مثل المصممين أو حتى في إدارة الأعمال. وأصبحت الشركات تركز عليه لأنه يضيف قيمة لها. قد يبدوا أن بناء الـ"Brand" أحد مفاهيم التسويق الحديثة لكن لو بحثنا في المفهوم سنجد في الواقع أن هذا المفهوم ليس حديثاً كلياً انمى تغيرت طرق فهمنا له مع مرور الزمن. في الماضي كان البراند مجرد شعار يوضع على المنتجات اليدوية أو الماشية لضمان ملكية تلك الأشياء وتمييزها عن غيرها. مع مرور الوقت مر مفهوم الـ "Brand" بمراحل كثيرة أثرت على تعريفه وطرق تعاملنا معه.
أصبحت الـبراندات جزء أساسي من حياتنا وأصبحت أكثر انغماسا في حياتنا.
ومؤاخراً ومع كثرة الشركات وضخامة الأسواق. كثرت البرندات فمن اللحظة التي نستيقظ فيها من النوم، نمسك الساعة "Brand" ونمسك الهاتف "Brand" نفرش أسناننا بمعجون "معين" نشرب نوعاً معين من القهوة لأننا نفضله عن باقي الأنواع، نتوجه إلى العمل، نفتح الجهاز من الماركة الفلانية، نرسل بريداً الكتروني باستخدام شركة نثق فيها تقدم لنا تلك الخدمة، نستخدم البرامج والتطبيقات من براندات معينة. وبالتالي أصبحت الـ"Branding" جزء أساسي من حياتنا وأصبحت أكثر انغماسا في حياتنا. قد لا تكون جميع أجزاء البراند ملموسة ومرئية، بعضها قد نتعامل معه بحواسنا الأخرى وهذا جزء من مستقبل الـ"Branding"، أن تصبح الهويات تكاملية. بمعنى أن نتعامل مع الهويات بشكل أكبر من البصر، قد تكون مسموعة، وقد تكون ملموسة. هذا ما يسمى بعلم الـ"Sensual Branding" أو الـ"Branding" المعتمدة على الحواس، بناء الهوية المعتمدة على الحواس، يتمثل بشكل أساسي على تفتيت الهوية إلى أجزاء صغيرة يمكن للمستهلكين أو العملاء التعامل معها بشكل منفرد. من الأمثلة على ذلك لو ذهبنا مثلا إلى أحد المحلات لشراء القهوة نجد أن الهوية ليست فقط بصرية، ليست فقط في الشعار الموجود على باب المحل، هي أيضا رائحة القهوة المنبعثة خارج المحل وقد تكون هذه الرائحة أساسا مصطنعة. أيضا شكل المحل، لون الديكور في المحل، ملمس المقاعد فيه، طريقة لبس العاملين، ابتسامة العامل عند تقديم القهوة واشكال الفناجين، كل هذه العناصر في إجمالها تشكل الـ"Branding". مجموعة متكاملة من العناصر البصرية والحسية لشركة معينة ترتبط بمشاعر وصورة ذهنية عندنا فنكون انطباعاً عن الشركة، انطباعاً يأتي الى أذهاننا كلما ذكرت تلك الشركة. فبالتالي البراند هو مشاعرنا وانطباعاتنا عن شركة او منتج او خدمة ما. يساهم ببناء تلك الانطباعات عناصر هوية الشركة وطرق التسويق والتجربة الشخصية. فمثلا ترتبط شركة "Pepsi" بالشباب في عقولنا لأن هذا ما تحاول تسويقه دائماً في إعلاناتها باستخدام النجوم والمشاهير الشباب. بينما تربط "Coca Cola" اسمها مع السعادة. ايضاً لو قارنا شركة فولفو بشركة مرسيدس سنتجه لتصنيف فولفو بفئة متوسطة تركز على الأمان والسلامة بشكل رئيسي بينما مرسيدس ترتبط بشعور الفخامة والراحة. الخلاصة ان البراند هو هوية الشركة بكل عناصرها و قيمها وطرق تسويقها وتجربة المستخدم لها لينتج عنهم انطباعاً يترسخ في أذهان العملاء ويرتبط باسم الشركة كلما ذكرت.
هل لديك اي استفسار؟