التسمية قبل التوعية
يتضح العلم في نفسك بوضوح مصطلحاته، نحن لا ننسى المعرفة التي تمكنا من مصطلحاتها، بل يسهل علينا البناء عليها مستقبلًا .. وقد نتمايز في معرفة بتمايز فهمنا للمصطلحات.
تشير الكثير من المقالات للوالدين بأهمية تسمية الأعضاء التناسيلة للطفل حتى لا يقع ضحية للتحرش، وتفتقر بعضها لذكر تسمية مناسبة فيقوم المربي إما بإختراع اسم خاص قد يكون ذكيًا أو ببساطة يجيب العيد :)
أو يعتمد المسميات القديمة على الرغم من الوعي بعدم مناسبتها ولكن لغياب البدائل مثل : عيب أو اسم بطابع مرح مثل: بوبو و غيرها …
حرصت دائمًا على الإطلاع على كل جديد فيما يخص التربية الجنسية لتقديم وتبسيط المعرفة للمربين وعلى الرغم من ذلك لم أصادف مرجع عربي بإجابة ترضي اتجاهي التربوي، في المقابل كانت المراجع الأجنبية مباشرة واضحة وتستخدم المسميات الصحيحة للأعضاء : vagina & penis
وبقيت المراجع العربية تلف وتدور خجلًا أو جهلًا حول الأسماء الصحيحة الصحيحة وقدمت اقتراحات ك:
أعضاء خاصة - منطقة خاصة - عورة - مقدمة .. إلخ
ولكن لا أعتقد أن هذه التسمية الواسعة مناسبة حين يتعلق الأمر بالحماية من التحرش لأنك بحاجة لمعرفة واضحة حتى تحمي نفسك.
لا يكون الأمر واضحًا حين نسمي الدائرة شكلًا هندسيًا والمربع شكلًا هندسيًا؟
ولا حين نطلق على الذراع عضو المصافحة؟
ومن هذا المنطلق أعتقد أن وضوح التسمية أمر ضروري لسلامة النمو الجنسي لدى الطفل، ولحمايته -بإذن الله- من الإستغلال.
لذلك أقترح أن تكون تسمية الأعضاء التناسيلة بـ:
الفرج و المؤخرة
لماذا فرج؟
لأن مصطلح فرج، هو المصطلح المستخدم في كتاب الله لوصف الأعضاء التناسيلة، ولا أعتقد أن هناك مصطلحات أكثر أدب من القرآن.
بالإضافة إلى أن النمو الجنسي عملية متكاملة لذا من المهم أن نقدم أساس معرفي مناسب حتى نستطيع أن نبني عليه المعرفة الجنسية مع تقدم العمر حين يصل الطفل لمرحلة حفظ الفرج بالمعنى القرآني لا يصعب عليه ربطها بمعرفة سابقة.
كيف نحافظ عليها؟
- بسترها عن طريق الملابس الداخلية.
- بحمايتها من أن يلمسها أحد.
- بالحفاظ على نظافتها.
إن تخصيص اللفظ يحدد السياق المسموح لاستخدامه، والسياق الممكن استخدام كلمة فرج فيه سياق محدود. ويساعدنا تحديد اللفظ أن نكون أكثر وضوحًا حينها في تعليم الطفل بأن الفرج والمؤخرة هي أعضاء خاصة ليست كاليد؟
وتساعد هذه التسمية على تحديد الأعضاء الخاصة بشكل أفضل حيث نذكر للطفل بأن الأعضاء الخاصة هي:
الصدر/ البطن/ الفرج/ المؤخرة/ الفخذ
وجميعها معًا تسمى عورة.
إن وضوح التسمية يعني وضوح المعرفة فأنا أميز بين المربع والدائرة بتخصيص لفظ لكل منهم، وأستطيع أن أحمي جميع أعضائي الخاصة حين يتضح لي أنها (صدر - بطن - فرج - مؤخرة) وأستطيع أن استرها حين أعي أن جميعها عورة لا يصح ظهورها.
ومن البديهي أن ما لا ينظر إليه الآخرون لا يستطيعون لمسه، وأن الستر هو وسيلة للحماية.