الطريق إلى مكة
مراجعة كتاب
نص مراجعة كتاب تأهل للمرحلة الثانية في مسابقة أقرأ 2015
كتاب الطريق إلى مكة
محمد أسد
منشورات الجمل
عدد الصفحات 553
في رحلة مكة اتضح في ذهني نمط حياتي وما أحب أن أكون وما أود أحقق عبر تلك الحياة
محمد أسد
بطل القصة يهودي أصر على البحث عن الحقيقة، وحينما وجدها في الإسلام آمن بها كرسالة للبشرية جمعاء.
هذا الكتاب ليس سيرة ذاتية فحسب بل رؤية إنسانية للحياة من وجهة نظر يهودي أوربي يعيش بين البدو ، يعمل صحفياً ثم دبلوماسياً لباكستان، ومن خلال أسفاره ومغامراته المتعددة يلتقي بعدد من الشخصيات الهامة مثل : الملك عبدالعزيز وعمر المختار . يبدأ السؤال عن كيف لايهتم الإله إلا بمصير شعب واحد ؟ فينطلق للبحث بدافع شعفه لاكتشاف عالمه الداخلي الذي لم توفره ثقافة المنشأ ، ثم يتخذ القرار بالانتقال من ضيق مادية الغرب إلى رحابة الإسلام ، لم يكن قراره نتيجة الانبهار برومانسية الشرق وروحانياته بل ناتج عن إيمان عميق وحب لشمائل العرب ، فقد كتب عن اسلامه " لم أصبح مسلماً لأني عشت زمنا طويلا بين المسلمين ، بل كان الأمر عكس ذلك ، ذلك أنني قررت أن أعيش بينهم لأنني اعتنق الإسلام " من يقول أن الكتابة حرفتي يقرر أن يتخذ من مُزحة عابرة بداية لمشروع كتابة قصة حياته ، بأسلوب روائي يهتم بالتفاصيل فيصنع من الصحراء مسرح آسر ومن رائحة القهوة أنشودة عذبة ومن رفقة زيد زاد على المصائب ليسلط الضوء على مشكلات الغرب ، ويبحث عن تفرد الشرق في بساطة العوام أو بين مغامرات الصحراء أو جولاته في فلسطين والجزيرة العربية وإيران ومصر وتركيا. في سيرته يفرق بين الإسلام والمسلمين فيخفف من سلطة " جلد الذات " التي أغرقت بها فأتلمس تفردنا وتزيد ثقتي فأطمح أن أبذل الجهد بدلاً عن التباكي على أمجاد السابقين ، يفرق بين اليهودية والصهيونية من خلال مذكراته بداية الانتداب فيلخص أحد أهم أهداف مشروع عبدالوهاب المسيري ، ويمنحني فرصة اللقاء بصديق الطفولة أسد الصحراء عمر المختار فأغرق في ذكريات الفيلم فتعود إلي المشاعر الأولى “لننتصر أو نموت " لكن تلازمني الخيبة كيف أنه حتى الآن يحاول البعض التقليل من صناعة السينما و دورها كرافد ثقافي ؟ بقول محد أسد : " في رحلة مكة اتضح في ذهني نمط حياتي وما أحب أن أكون وما أود أحقق عبر تلك الحياة " وأقول : رب كلمة تهب حياة ، عزمت بعد الطريق إلى مكة على مُراجعة الأهداف والقتال في تحقيقها.
رحم الله المفكر المُلهم محمد أسد.