شبابنا
وأزمة البطالة في زمن الكورونا
مما لا شك فيه أن سوق العمل كان الأكثر تضررًا بسبب الأوضاع الاحترازية التي خضع لها العالم أجمع.
ومع انتشار فيروس كورونا ظهرت بوضوح نتائج مشكلة القطاع الخاص في تباطئه عن توطين الوظائف، بل وتوظيف العمالة الوافدة على حساب العمالة الوطنية.
كورونا أزمة أم فرصة للشباب؟
جائحة كورونا ظرف طارئ مرَّ به العالم كافة، وفي مملكتنا يتجلى الدعم الحكومي من خلال البرامج التي حدَّت من تعثر الشباب؛ وكان منها برنامج ساند خير سلاح لدعم الموظفين في القطاع الخاص، للحفاظ على وظائفهم.
ومن جهة أخرى أثرت كورونا بشكل كبير على إيرادات مشاريع شبابية ناشئة أو متوسطة؛ فبعض التطبيقات الإلكترونية توقفت عن تلقي الطلبات لعدم توفر طرق لتوصيلها خلال فترة الحجر آنذاك، وخوف الناس من تداول الطلبات وانتقال العدوى.
هل تستطيع جميع المنشآت
تحويل أعمالها ١٠٠٪ عن بُعد
لزيادة فرص العمل؟
العمل عن بُعد لا يعتبر وليد اللحظة، حيث تعتمد مئات الشركات عالميًا نظام العمل عن بعد منذ مدة طويلة.
عادةً العمل عن بُعد يناسب الشركات التقنية التي لاتحتاج إلى حضور الموظف ذاتيًا إلى مقرها، وتكتفي بالتواصل ومتابعة العمل معه عبر شبكة الإنترنت مع فريق العمل.
من الطبيعي خلال جائحة كورونا أن وزارات التعليم في معظم الدول عامةً اعتمدت نظام التعليم عن بُعد لاستكمال العملية التعليمية، والمملكة العربية السعودية حققت معدلات نجاح ممتازة في العملية التعليمية عن بُعد، وكانت العوامل المهمة التي أسهمت في نجاحها هي: سهولة استخدام النظام التقني المعتمد للتعليم عن بُعد، وتدريب المعلمين عليه، وتحفيز الطلاب للتعلم عن طريقه، وتفهُّم أولياء الأمور لطبيعته و آلياته؛ إذاً نستنتج أن العملية التعليمية حققت معدلات نجاح ممتازة من خلال العمل عن بُعد، وإن لم تكن كذلك ١٠٠٪ .
في الوضع الراهن أصبح التوظيف عن بُعد الخيار الأكثر مرونة للشركات التي تريد الحصول على أفضل المواهب بأقل التكاليف، ويُعتبر الحد من غياب الموظفين أهم مزايا التوظيف عن بُعد؛ ففي حالة إصابة الموظف بوعكة صحية يستطيع العمل من منزله دون تعثر؛ وبالتالي يُعزز الإنتاجية و يقوِّي الوضع التنافسي للشركة في السوق، وكذلك تخفيض التكاليف، الشركات التي تعتمد التوظيف عن بُعد توفر تكاليف تأجير أو شراء مقرات العمل، والمكاتب، والمعدات، والأجهزة .
في ظل التطورات والأزمات المشهودة الآن؛ يقع على كاهل الحكومة و القطاع الخاص القيام بواجبهم تجاه الشباب الذين يشكلون شريحة كبيرة من السكان؛ فالشباب هم الثروة الحقيقية ولا يمكن لدولة أن تتقدم دون أن يبذل شبابها ما بوسعهم لنهضة بلادهم، من خلال تأهيل الشباب لسوق العمل و تدريبهم، وكذلك القيام بمشاريع تكفل توظيفهم بما يضمن احتوائهم وجعلهم يشاركون في صنع حاضرهم و مستقبلهم .
الكاتبة: مشاعل عبدالله القرني.