٤ أشياء لن أفعلها مجددا في حملي الثاني


بعد شهر تقريبا من كتابة التدوينة الثانية والتي ذكرت فيها بأنني سألحقها بتدوينة أخرى انقطعت مدة بسبب اهتمامي بطفلي في مرحلة التسنين وأعتقد الأمهات يعرفن تماما صعوبة هذه المرحلة خصوصا إذا صاحبتها نزلة برد!

من الممكن أن أتكلم في تدوينة أيضا عن مصاعب مرحلة التسنين على الأم وليس على الطفل فقط ونتشارك فيها كيف نستطيع تخطي هذه المرحلة لأنها مرحلة تتكرر كثيرا وتختلف تحدياتها وصعوبتها خصوصا في بداية حياة الطفل.

لكن الآن سأبدأ بهذا الموضوع وبصراحة كنت أحاول أن أسترجع مرحلة الحمل وأحاول أن أتذكر الأخطاء أو المشاعر التي مررت بها ووعدت نفسي أن لا أعود لها مجددا!

كتبت قائمة بالكثير من الأشياء التي لن أفعلها ولكن وجدت أن القائمة التي انتهيت بها ليست جديرة بالمشاركة ربما لأنني أعتقد أنها أشياء عادية ولن تشكل فارقا كبيرا ومهما للأمهات وتحديدا الأمهات الجدد.


لذلك سأحاول أن أشارككم أربعة أشياء حقيقية ومؤثرة وأهمها:


١- تأجيل اختيار الدكتورة ومستشفى الولادة

من الشهر السادس اتخذي القرار بخصوص من الدكتورة التي ستتواجد معكِ للولادة وليس لمتابعة الحمل فقط وبالطبع لو حددت في مرحلة قبل الشهر السادس الدكتورة التي تتابعين لديها الحمل وكذلك الولادة سيكون أفضل بكثير.

ضعي جميع الاحتمالات الواردة لحالة ولادتك وتوقعي أفضل و أسوء سيناريو من الممكن قد يحدث في وقت ولادتك، وفقا لذلك هل هذه الطبيبة تتناسب مع ما تخططين له وكذلك هل هي طبيبة مؤهله لذلك!

بالنسبة لي كما ذكرت في التدوينة السابقة عانيت الكثير مع طبيبات النساء والولادة وفعلا وقعت في مشكلة من هي الدكتورة المناسبة لي للولادة وليس فقط متابعة الحمل، ومن خلال تخطيطي للولادة كنت مستبعدة  خيار الولادة القيصرية أو بالأصح كان الخيار الأخير ولم أستعد له أبدا لكن وفي الشهر الثامن عندما بدأت تظهر مشاكل في الحمل بدأت أفكر جديا أنه من الممكن أن يكون خيار العملية القيصرية هو الخيار الوحيد!

لذلك أعدت البحث عن طبيبة متمكنة ولها سمعتها في الولادة الطبيعية وكذلك القيصرية واستقريت اخيرا بعد توفيق الله على الدكتورة شازية مقصود وفعلا في الأسبوع الثاني من الشهر التاسع أكدت لي الدكتورة أن حالة الحمل تتطلب عملية قيصرية وعاجلة أيضا.

لذلك لو حملت مجددا سأحاول أن أتجنب الضغط النفسي والتخبط الذي حدث معي في الأشهر الأخيرة لأنني لم أحدد من الطبيبة الملائمة للولادة وهل سأثق بعد الله بأن تتصرف وفقا لما تراه مناسبا و ملائما لحالتي واختياراتي التي ناقشتها معها سابقا؟

 لأن هذا الشعور لوحده كفيل بأن يعطيك الأمان بعد الله في هذه اللحظات الصعبة والتي غالبا تحدث فيها أمور طارئة وغير متوقعة.

وبالطبع الفكرة ذاتها تنطبق على اختيار المستشفى لأن أحيانا تكون الطبيبة مناسبة لك ولكن المستشفى لا يتناسب مع اختياراتك.


٢- التجهيز للأم أو الطفل في مرحلة الحمل ومابعد الولادة

هنا أتكلم عن حالتين حالة التسوق والاستعداد في مرحلة الحمل والحالة الثانية التسوق والتجهيز لما بعد الولادة، في مرحلة الحمل كان من الأخطاء التي لن أكررها بأذن الله هو التسوق وشراء ملابس حمل في الأشهر الأخيرة، لم أستطيع أن أستخدم ملابس الحمل هذه لأنها كانت للمناسبات وولدت ولم أستخدمها أبدا لذلك اختيار الوقت المناسب والملابس المناسبة لفترة الحمل التي تمرين فيها شيء مهم.

الحالة الثانية وذكرتها سابقا أن من أكثر الأشياء التي ساعدتني أنني بشكل عام جهزت لي وللطفل لما بعد الولادة في مرحلة مبكرة لكن كان هناك أشياء أجلتها للأشهر الأخيرة وطلبتها من مواقع وللأسف وصلتني ولم تكن مثل ما أحتاج لذلك اضطررت أن أعطي توصيات للأهل لمساعدتي في استكمال التجهيزات لأنني في الأشهر الأخيرة لم أستطع الحركة بشكل كبير، وكذلك صار الحجر المنزلي المفاجئ.

لهذا أنصح بعدم تأجيل التجهيزات و الإستعداد بوقت كافي لتخفيف الضغط عليك سواء في مرحلة الحمل الأخيرة أو ما بعد الولادة.


 

٣- المثالية والسعي للكمال

من أكثر الأمور المرهقة والمتعبة بالنسبة لي في فترة الحمل طبعا غير تعب الحمل و أيام الحجر المنزلي هي محاولتي الدائمة لأن أكون مثالية في أغلب الأمور سواء في الجانب الغذائي أو الرياضي أو حتى خلال اليوم العادي.

أتذكر أنني كنت أتعلم القيادة و بدأت فعليا في ذلك ثم عرفت فيما بعد أنني حامل، بعد معرفتي بالحمل توقفت نهائيا عن القيادة لاعتقادي أنها تشكل ضغط كبير وخطورة خصوصا أنني في بداية التدريب والتعلم بالشارع وذلك لم يكن سهلا لذلك أجلت فكرة التعلم هذه لما بعد!

لا أعلم إن كان تصرفي هذا مبالغا فيه أو كان تصرفا صحيحا لكن أعتقد أنني كنت أتعامل مع الأمور بجدية مبالغ فيها.

لم أكن أسمح لنفسي بأن أكون على طبيعتي وأكون أقل حذر، كنت حذرة جدا وأفكر كثيرا قبل عمل أي شيء أو أي نشاط، أعتقد أن هذا السلوك أخذ مني الكثير من المتعة والراحة التي كانت ضرورية في مرحلة الحمل.

طبعا بالتأكيد لا أشجع الأمهات على اللا مبالاة والاهتمام ولكن أعتقد التوازن سيحقق المطلوب، ربما لأن هذا هو الحمل الأول بالنسبة لي وربما لأنني بطبعي جادة في الكثير من الأمور ولكن لو حملت مجددا بأذن الله سأحاول تحقيق التوازن الذي يعطيني الراحة والمرونة وفي نفس الوقت أعتني بهذه المرحلة بما تتطلبه من أهتمام.


 

٤- النصائح، كلام الناس وكثرة المعلومات

عند معرفة الجميع بحملك سواء أهل أو أصدقاء أو حتى ناس تصادفينهم بالشارع ستنهال عليك النصائح والخلطات والمعلومات ستواجهين ضغط كبير بكثرة الناصحين لذلك استعدي بأن تكوني مثقفة وملمة بالمعلومات الصحيحة وتحديدا التى تخص حالتك، قد يكون نصح البعض لنا بدافع الخوف والمحبة ولكن أحيانا تكون هذه النصائح مقلقة لنا أو لا تتناسب مع حالتنا أو أحيانا يكون هناك تحول من حالة النصح الى التعليقات المؤلمة.

إذا أنتِ كنتِ على معرفة بشكل كافي بكل مرحلة تمرين فيها فيمكنك شكر مقدم النصيحة وتخطي الموقف، ربما أحيانا تكون النصيحة مفيدة وتساعدك ولكن أرجع إلى نقطة أنتِ من تحددين ذلك.

تعرضت للكثير من هذه المواقف ومن أكثر المواقف التي تكررت كثيرا وبدأت بتساؤلات ثم نصائح ثم لوم لي على وضع حملي هي أن بطني أثناء الحمل كان صغيرا!

كان كل شيء طبيعي ولله الحمد وكنت متفهمه أن هذه طبيعة جسمي ولم أقلق أبدا بخصوص حجم البطن، ولكن الناس لم يدعوا هذا الأمر لي بل تلقيت الكثير من التعليقات التي بدأت تأثر فيني وحاولت المراجعة للتأكد من سلامة الحمل لدى عدة طبيبات ثم أدركت بعد ذلك أن أدع هذا القلق وهذه التعليقات وأثق بعد الله بجسمي وطبيعته حتى أن بعض الطبيبات اللاتي راجعت لديهن كان لديهن نفس التعليق لذلك كونى على إطلاع ومعرفة حتى لو تعرضتِ لهذه المواقف لا يؤثر عليك سلبيا.

كذلك من أكثر النصائح التي وصلتني " كولي عن اثنين" رجاء هذه خدعة ونصيحة خاطئة من قال أن الأم يجب عليها تدبيل ومضاعفة أكلها؟

سمعت هذه النصيحة كثيرا وطبعا ارتبطت بالتعليق على أنه يجب أن أطبقها لصغر بطني!

ومن أكثر النصائح أو التعليقات التي ترددت كثيرا علي منها:

"لاتسافرين" " لا تمشين كثير" " لا تسوين رياضة" "لا تصبغين" " لا ترقصين" "لا تشربين قهوة" " اشربي بس قهوة عربي" " كولي أكل دسم" " لا تلبسين لبس ضيق" والكثير من التعليقات لكن هذا ما تذكرته الآن.

ذكرت كثيرا نقطة أنك لابد أن تكونين على علم بالمراحل التي تمرين فيها بحملك عن طريق الاطلاع والبحث نعم هذه نقطة جدا مهمة ولكن في نفس الوقت مشتتة ومحيرة أحيانا وتفتح أمامك خيارات وآراء كثيرة جدا ثم تجدين نفسك أمام كل هذه المعلومات وماذا يجب عليك تجاه كل هذا الكم من المعلومات!

بالنسبة لي واجهت هذا الشيء وقد يختلف هذا من شخص لآخر ربما قد تكونين من الأشخاص الذين لا يحبون كثرة المعلومات والبحث لذلك أنتِ تعرفين نفسك اختاري ما يناسبك وحاولي إيجاد مصادر وأشخاص تثقين فيهم لأخذ المعلومات واكتفي بذلك.


تقريبا هذه أهم النقاط بالنسبة لي التي قد تساعدك في حملك ومن الممكن لاتتناسب معك جميعها أو قد يناسبك جزء منها ولكن هذا ما مررت به في مراحل حملي والتي اعتقدت أنها قد تكون نقاط تنبهك على أمور مهمة قد تشكل فارق على صحتك النفسية والجسدية.

أتمنى فعلا مساعدة الأمهات ودعمهن بما أستطيع لذلك أحاول أن أضع هنا كل ما يمكن أن يساعد أو يغير لو شيء بسيط في مراحل الحمل والولادة والأمومة بشكل عام وبالطبع أنا أتعلم وأمر بالكثير من التجارب والمراحل التي أحتاج فيها الدعم لذلك نحن ندعم بعضنا البعض لنخلق تجربة أجمل وأفضل لنا ولأطفالنا.



Going into a pregnancy is a really challenging time for a woman, because it’s forever-changing, both mentally and physically.

Brooke Burke
Join