١٣ أوغست٢٠١٩
Mommy
أكتب لأول مرة تدوينة مختلفة عن ما أعتدت كتابته في تويتر أو انستجرام،الأمر يبدو مختلفاً ترددت كثيراً “ لماذا أدون؟” “ من سيهتم لتجربة الأمومة؟” “ من سيقرأ عن مشاكل او مشاعر أم وطفلها؟” “ مالذي سيتغير عند كتابتي هنا؟” وأسئلة كثيرة آخرها مأكتبايدور في ذهني الآن “ هل اسلوبي وصياغتي للنصوص صحيحة؟ “
كل هذه الأسئلة أحاول تجاوزها وأسعى إلى التركيز على المحفز الرئيسي للكتابة هو أنني أريد المشاركة بمرحلة جديدة ومختلفة وعظيمة، مؤمنة بأن هذه المرحلة فريدة والتغيير الذي جاءت به لاأريد أن يكون محصوراً على محيطي الصغير بل أتمنى أن يصل للجميع.
فكرة المدونة كانت تتمثل أمامي بعد كل تجربة أمر بها أو حتى خلالها! في كل مرة أستاء أو حتى أشعر بالإنجاز من موقف معين مع طفلي أو من المجتمع تظهر لي فكرة المدونة ثم أتخيل أنني أشارك هذا الموقف وأصف مشاعري وتجربتي بعدها أجد أنني أتجاوز الموقف بشكل أخف و أفضل وأشعر بتحسن لطيف لذلك سأحاول أن أتمسك بهذا الخيال وأحوله إلى شيء حقيقي.
من أكثر الأشياء التي أود حقاً تحقيقها من هذه المدونة هو إبراز صورة الأم الطبيعية الحقيقية ليست الصورة المثالية الكاملة التي أعتاد المجتمع على تصويرها لنا، لإنه في الحقيقة هذا الدور الملائكي الذي يطلبه منا الجميع متعب ومهلك ويتجاوز حقيقتنا كنساء طبيعيات يحق لهن ممارسة أدوار ومشاعر كثيرة ليست كما يتصورها الجميع عن الأم.
بالتأكيد أرغب في مشاركة الأمهات كل مانمر فيه من مشاعر وأفكار وتحديات نواجهها كأمهات جدد أو حتى أمهات مررن بالكثير وقد يحتجن للدعم، جميعنا نحتاج للدعم وبأوجه مختلفة، كنت أعرف أن دور الأم عظيم وغير عادي لكن لم أكن أعلم أنه يتطلب كل الوقت وكل هذا الجهد على جميع الأصعدة سواء التي تخص الطفل أو العائلة أو تخصكِ أنتِ!
قد تكون الكتابة ليست الطريقة الوحيدة أو الصحيحة للتعبير دائماً أو الحصول على ماأحتاجه أو نحتاجه كأمهات لكنني متيقنة أن بالمشاركة سيتيغر الكثير.
لا أعرف إن كانت جميع الأمهات تعتبر حملها بطفلها الأول نقطة تحول كبيرة في حياتها وجسدها وتفكيرها ولكنني أعتبره كذلك، يوم ١٣ أوغست من حج سنة ٢٠١٩
تأكد لي أنني حامل منذ هذه اللحظة بدأت بفصل جديد من حياتي لم أتخيل مطلقاً أن أعيشه لإنني كنت ولازلت أخشى كثيراً فكرة وجود طفل في حياة الشخص ومدى عظمة هذا التواجد.
خططت لهذا الحمل بعد مشيئة الله لكنني رغم هذا لم أتلقى الخبر بطريقة عادية كنت مندهشة ومرعوبة، في البداية لم أكن أعي غير مسئولية هذا القرار وهيبته، لم أستشعر الفرحة إلا بعد عدة أشهر حين سمعت للمرة الأولى صوت نبض الجنين!
كيف تتغير الأفكار والمبادئ والمشاعر مع قرار كهذا؟ كيف لهذا التغيير يخلق في حياتك حياة أخرى ومعاني عديدة؟
كيف لهذا الطفل حتى وهو جنين لم يكتمل يتحكم في رسم منحنى جديد ومختلف لحياتك؟
مررت بتجربة كبيرة ومختلفة من حمل وولادة ومابعد الولادة ليس فقط تجربة مختلفة كونها جديدة وغير عادية بل لأنها كانت أيضاً في فترة غيرت العالم وعصفت به فترة “ جائحة كورونا”.
تدوينتي الأولى أردت منها فقط أن أتجاوز خوف المشاركة وأن أكتب بشكل عفوي، هذه المدونة أعول عليها كثيراً ولا أعرف لماذا ربما للشعور الذي يطمأنني في كل مره أتخيل فيها أنني أكتب هنا كما ذكرت سابقا.
أفكر بالكثير الذي يمكنني تقديمه هنا ومتحمسة جدا أن أبدأ لذلك أتمنى أن تكون هذه المدونة مثل القلادة اليومية التي أرتديها بكلمة “Mama” وهي تذكرني دائما أن هذا المشوار جميل ولامع رغم كل ماأمر فيه خلال اليوم.
الصور المرفقة كانت في الوقت الذي كنت أنتظر فيه نتيجة تحليل الحمل في مقهى “ coyard “ ، وثقتها لإنني كنت أشعر أن هذا المكان سيكون خالداً ومميزاً في أيامي.
Motherhood changes everything.