قصة الصورة:

السيارة الصفراء الصغيرة في الصورة هل ترونها كبيرة وبعيدة؟

لعبة طفلي المفضلة كنت فعلا أراها بعيدة جدا وكبيرة للحد الذي لا أمتلك القدرة على استعادتها له بعد محاولاته لرميها أكثر من مره تعبيرا منه عن ملله ومحاولاته للفت انتباهي للعب معه بينما كنت أحاول العمل خارج المنزل كنوع من التغيير!

هذا الشعور الذي كنت استشعره كان حقيقيا للدرجة التي استوقفتني للتفكير في مشاعري وما سببها؟

احسست بأنني أم غاضبة،مرهقة،متعبة وعلى أتفه الأسباب!

لذلك قررت أن أكتب هذه التدوينة عن كيف ننتبه نحن الأمهات لأنفسنا قبل أن نصل لهذا الحد او على الاقل نحاول أن نحافظ على توازننا.


" لا تنسين نفسك"

أكثر عبارة سمعتها من أول الأيام التي أصبحت فيها أم!

 أحيان كثيرة كنت أشعر بالمبالغة، كيف أنسى نفسي؟

هل ممكن أحد قد ينسى نفسه؟

لكن مع مرور الأيام وزيادة المهام مع عمر الطفل ومشاغل الحياة الأخرى فعلا بدأت أنسى نفسي!


أوقات كثيرة أنشغل بمهام ومسؤوليات أنسى فيها أشياء بسيطة ويومية!

حتى أتفه الأشياء اللي ممكن تجعلني سعيدة!


النوم، العناية، الرياضة، الأصدقاء، وقت استرخاء، هواية وغيرها الكثير من الأشياء التي سابقا كانت بديهية وهي بالأصل كانت كل اهتماماتي، الآن أحتاج الكثير من التخطيط والجدولة والصراعات لأحقق بعض هذه الأشياء خلال اليوم. 


لماذا بمجرد ما نكون أمهات نتوقف عن الاهتمام بأنفسنا؟

لماذا نعطي الأولوية دائما أطفالنا وعائلاتنا؟

متى آخر مره كان اليوم بأكمله لكِ فقط؟

هل تستوعبين أنك لا تتذكرين نفسك الا بعد ما تتعرضين لنوبة غضب أو تعب أو قلة نوم؟

هل حاولتِ أن تتبعين روتين معين لتحقيق التوازن بينك وبين أطفالك؟


قررت بشكل مفاجئ كتابة هذه التدوينة كما ذكرت سابقا مع أنني كنت أخطط لاستكمال موضوع الرضاعة الطبيعية الذي بدأت به، لكن لأنني فعلا استوعبت بعد ضغط كبير أنني أحتاج وكذلك الكثير من الأمهات لمثل هذه التدوينات التي تذكرنا بأننا نحتاج للاهتمام بأنفسنا وأن نتوقف قليلا عند رغباتنا وحاجاتنا قبل أن نعطيها للآخرين حتى وإن كان الآخرين هم أطفالنا.


انغماسنا كأمهات في هذه المهام اليومية والمتطلبات وتحقيقها لأطفالنا وعائلاتنا ليست بالتأكيد شيء سيء وعلى العكس هذا دليل كبير أن كل أم تحاول تقديم الكثير من الاهتمام والوقت والجهد هي أم محبة ومسؤولة ومدركة وبالطبع نحيي الأمهات ونشجعهم على هذا الاهتمام، لكن هدف التدوينة هو تذكير للأمهات بأهمية عنايتها بصحتها الجسدية والنفسية وتحديد وقت لنفسها لتتمكن من أن تتوازن وتدرك بأنها مهمة تماما كأهمية أطفالها بالنسبة لها.


لأن تراكم التعب والمسؤوليات والمهام و انشغالك حتى عن الاهتمام بنفسك قد يسبب مشاكل كثيرة لكِ وبالتالي سينعكس على أطفالك.


لا تتوقعين أن الأم المجهدة تستطيع تقديم رعاية صحية نفسيا وجسديا لأطفالها، بل العكس ستكون دائما أم غاضبة ومتعبة لأنها بالأصل تفتقد لهذا الشيء.

بدأت مؤخرا أستوعب أهمية الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية للأم وكيف تخلق هذه البيئة لها.


عندما أفكر في يومي منذ بدايته حتى ينتهي أدرك تماما أنه عبارة عن جهاد يتمحور حول الطفل والعائلة لذلك لا أريد أن تمر الأيام وأنا لم أحقق لنفسي الرضا والسلام والاهتمام!

لا أريد أن أتعرض لصداع مزمن، نوبات غضب مستمرة، إهمال لمظهري أو حتى هواياتي!


أتذكر مرة قرأت عن نصائح الأمهات بعد الستين، ذكرت واحدة من الأمهات بعد ما أصبح عمر أبنائها بالعشرينات أن أكثر شيء استوعبته بعد ما كبر أطفالها أنها فوتت على نفسها الكثير من الفرص والمتعة وأنها تعرضت للكثير من المشاكل الصحية لأنها انغمست لوقت طويل بأطفالها ومسؤولياتهم.


كنت أعتقد أن الاهتمام بالنفس شيء فطري!

 لكن سبحان الله من اللحظة الأولى التي تصبحين فيها مسؤولة عن طفلك تتخلين فيها بدون تخطيط و بشكل غريب عن الاهتمام بنفسك و تتحولين لشخص يعمل بدوام كامل للعناية بالطفل.


هدفي من هذه التدوينة ليس التقليل من شأن الاهتمام بأطفالك فأنا من الأمهات اللاتي تنسى نفسها على حساب طفلها ولكن أود أن أحقق توازن بين نفسي وطفلي. " قد أكون كررت هذه العبارة لكن أحببت التوضيح"

" وأنا اكتب الجملة السابقة قدمت طفلي على نفسي ثم استوعبت قليلا أنني هنا أدعوا للاهتمام بأنفسنا وعدلت الترتيب" 


لا أريد أن تكون هذه التدوينة طويلة ومملة بل أريدها أن تكون حنونة على كل أم و تذكرها بأنها تقوم بالكثير من الجهد والتضحيات على حساب نفسها وأنه قد حان الوقت لأن تفكرين بنفسك وتعطينها الأولوية ولو لبعض الوقت.


قد تكون طريقة اهتمامك بنفسك سهلة وبسيطة ولكنها تؤثر بشكل كبير على جودة حياتك ومزاجك، حاولت التفكير بقائمة بعضها جربت القيام بها والبعض الآخر لم أجربه حتى الآن ولكن سأحاول بإذن الله.


٢٢ طريقة للاهتمام بنفسك بعد ما تصبحين أم:

  1. أهم طريقة وخطوة قد تساعدك وتسهل عليك يومك هي التخطيط المسبق والمجدول لأهم الأشياء في يومك ويوم طفلك، الجدولة تتيح لك الوقت وتساعدك تكونين أهدئ  قدر الإمكان. 

    مثلا : وقت قيلولة طفلك ترتبين لإنجاز مهمة ولو كانت بسيطة أو حتى تسترخي فيها وتشربين كوب قهوة بدون إزعاج.

  2. حافظي على مواعيدك عند الطبيب ورتبي لها جدول بحيث ما تفوتين مواعيدك  المهمة مع زحمة المهام.

  3. حاولي تخصيص وقت قبل وقت استيقاظ طفلك في الصباح للتأمل أو يوجا خفيفة مع طقوسك المفضلة مثل بخور تفضلينه، موسيقى تحبينها ولو عشر دقائق فقط.

    " جربت هذه الطريقة وفعلا كان لها تأثير وأصبحت بمزاج أفضل عن الأيام اللي ابدأ فيها اليوم بمهام طفلي".

  4. حددي وقت نوم ثابت لطفلك ويفضل يكون قبل الساعة ١٠، هذه الطريقة تساعدك على الحصول على وقت هادئ في نهاية اليوم.

  5. حاولي قدر الإمكان النوم  في ساعة معقولة وليست متأخرة.

    "هذه النصيحة أوجهها لنفسي قبل أي أم "

  6. لو كنتِ تطبخين كل يوم رتبي يومين اجازة من المطبخ بأي طريقة تناسب ظروفك.

  7. ارجعي ل هواياتك السابقة لو كان لديك هوايات تحبينها، وإذا لم يكن لديك هواية مفضلة حاولي البحث عن أي هواية تبقيك مستمتعة ومتصلة بنفسك والحياة.

    مثل: رقص، خبز، رسم أي هواية تساعدك على تفعيل حواسك وعقلك بشيء آخر غير المهام اليومية.

  8. علاقتك مع زوجك مهمة وغالبا بعد الأطفال تتأثر، محاولة التخطيط لأيام تستمتعون فيها مع بعض بدون الحديث والاهتمام بالأطفال.

  9. البسي اي لبس تحبينه حاولي ترتبين نفسك يوميا حتى لو كنتِ في البيت، هذا يساعدك في تحسين مزاجك ويذكرك دائما أنك تهتمين بمظهرك الخارجي.

  10. اي مهمة تأخذ منك أكثر من نصف ساعة مثل: غسيل ملابس، كوي وغيرها اطلبي المساعدة فيها.

  11.  حاولي لو مره بالاسبوع او الاسبوعين زيارة الصالون للعناية بنفسك.

  12. رتبي مع زوجك أو أهلك لأخذ الأطفال لو مره بالاسبوع أو متى ما تمكنتِ من ذلك  لقضاء وقت لنفسك.

  13. كافئي نفسك من وقت لآخر بتشيز كيك لذيذ ، كوب قهوة أو شيء تحبينه يمنحكِ شعور سعيد.

  14. أبقي دائما على تواصل مع صديقاتك ورتبي لطلعة معهم كل فترة.

  15. حاولي تحديد يوم كل شهر مثلا للمساج.

  16.  قولي "لا " لأي شيء من الممكن أنه يؤثر على مزاجك أو طاقتك. 

  17. لا تغفلين عن تجديد ملابسك وستايلك بين فترة وأخرى.

  18. لو سألك شخص " كيف حالك؟"

    لا تترددين بأن تكونين صادقة وتتحدثين بما ترغبين الحديث عنه ومشاركته.

    " طبعا اقصد هنا شخص مناسب أنك تكونين منفتحة معه"

  19. سامحي نفسك دائما وحاولي تتجاوزين شعور التقصير والشعور بالذنب في الأيام اللي تقصرين فيها بحق أطفالك.

  20. الأشخاص المتعبين والذين تضطرين معهم للمجاملة بشكل مستمر قللي التواصل معهم.

  21. كل يوم حاولي تحقيق فيه شيء لنفسك ولو كان شيء بسيط مثل قراءة كتاب، رياضة، كتابة أي شيء يبقيك متوازنة نفسيا ويعطيك الشعور بالرضا والإنجاز.

  22. أهم نصيحة وسبق كررتها في تدوينات سابقة لا تنتظرين أحد يساعدك ويفهم وضعك! 

    إذا احتجتِ المساعدة اطلبيها.


قد يكون مفهوم العناية والاهتمام مختلف من شخص لآخر ولكن هذه القائمة قد تساعدك كأم أو تذكرك بطرق من الممكن أن تغير في يومك ومزاجك، جربي أحد هذه الطرق ولاحظي الفرق والأهم أنك تكونين متيقظة لفكرة الاهتمام بنفسك دائما.


لو كان لديكِ اقتراحات أو طرق ساعدتك في الاهتمام بنفسك أو تحسين صحتك النفسية والمزاجية شاركينا هنا في التعليقات أو على حساب الانستقرام Halimma.sa@


تذكري دائما أن الهدف من الاهتمام بالنفس هو كيف تستعيدين قوتك، طاقتك، سعادتك لنفسك قبل الآخرين.





Your Kids Don’t Need Perfect Mom.

They Need Happy One.

Join