مليون متطوع من شباب الوطن

الجزء الأول

العمل التطوعي، هو عطاء بلا بمقابل مادي يقوم به أفراد من أجل تحقيق الخير داخل المنظومة المجتمعية، و يكون من خلال رغبة فطرية وإرادة داخلية تدل ما يحمل أفراد المجتمع من خير و قيم نبيلة تنبأ بازدهار المجتمع.

المجتمع السعودي بطبيعته الإسلامية العربية الأصيلة تشكلت لبناته من السمات الجليلة التي حث عليها الدين الحنيف  من التعاون و مساعدة  الغير و حب العطاء، قال تعالى: (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ)، القصص 77.


و لهذا فمن غير المستغرب رؤية الكثيرين ممن يمدون يد العون و المساعدة بدون انتظار مقابل مادي أو ثناء من أحد؛ رغبةً في ترك الأثر الإيجابي في حياة الغير و نشر الخير على أوسع نطاق. قد يكون التطوع بشكل فردي لمساعدة أفراد أو جماعات كضيوف الرحمن من منطلق ديني وعلى أثر التطور الحاصل في السنوات الأخيرة أصبح العمل التطوعي عملاً مؤسسياً أكثر تنظيماً ووضوحاً و يضمن حق المتطوع حتى لا يضيع جهده، و يقدم الحوافز للمتطوعين و تميزهم أيضاً.



أثناء أزمة كورونا رأينا الإقبال على الأعمال التطوعية بمختلف أشكالها منها الميدانية و كذلك التي تقام عن بعد في المجالات الصحية والعامة رغم الإجراءات الاحترازية المشددة و الصراع البشري بين الحياة والموت، حيث رأينا المتطوعين الصحيين ورجال الأمن يقفون في الصفوف الأولى يبذلون وقتهم و جهدهم لتقديم العون و مساعدة الآخرين بدون مقابل مادي.

تجاوز عدد المتطوعين في السنوات الماضية العدد المستهدف، حيث تمت ملاحظة رغبة تنافسية شديدة بين الأفراد للخوض في الأعمال التطوعية رغم حالة التأهب العامة التي مرت بها البلاد، و ذلك من منطلق ديني و إنساني و  اجتماعي للعطاء و خوض تجارب و دروب إنسانية و بناء علاقات اجتماعية جديدة و الاستغلال الجيد لأوقات الفراغ، كما دفعت الأنظمة الإدارية التي سنتها حكومة المملكة العربية السعودية بالعمل التطوعي إلى آفاق أرحب حيث ربطت بين العمل التطوعي و فرص الحصول على الوظائف الحكومية.

التطوع في رؤية 2030:


برنامج التحول الوطني يهدف إلى تحويل المجتمع السعودي إلى مجتمع حيوي و فعال ُمنتج و متطور، من خلال  تحقيق مستوى عالي من التنمية و الازدهار على كافة الأصعدة.


وضع العمل التطوعي في عين الاعتبار على أنه أحد أركان الرؤية الوطنية و تم التركيز عليه بشكل أكبر حيث أُنشئت المنصة الوطنية للعمل التطوعي لتوثق و تنظم عمل المتطوعين وترقى بالعمل التطوعي لمرحلة أسمى تواكب العصر الحالي و إلى جانب ذلك تتطلع المملكة إلى تسهل إجراءات التطوع و زيادة عدد المتطوعين بهدف الوصول إلى مليون متطوع بحلول سنه 2030م. وجود هذه المنظومة كان حلاً للتحديات التي واجهت العمل التطوعي في المملكة العربية السعودية منذ بدايته حيث قامت بوضع الأسس و المعايير للتطوع، و طرح الفرص التطوعية، و إحصاء ساعات التطوع و مدى رضى المتطوع، و كذلك وضع محفزات للاستمرارية في الأعمال التطوعية.

فما هي أهم الأهداف في العمل التطوعي، وكم أنجزت المملكة من أهدافها في خذا المجال.. ذلك ما سنتعرف عليه في الجزء الثاني


كونوا بالقرب.. 

الكاتبة: سارة خالد

ربان الشبابية

جمعية ربان الشبابية 

Join