البطالة بين الشباب العربي
تُشكِّل البطالة بين شباب العالم العربي نسبة 22.9%. وتعد هذه النسبة ثاني أعلى نسبة بين مناطق العالم، بعد الدول الإفريقية غير العربية، وهي نسبة مرتفعة جدًا وقابلة للزيادة كل عام، والحلول قليلة وتكاد تكون غير موجودة.
والأسباب كثيرة ومختلفة باختلاف الفئات والدول وظروفها، ووفقًا لمنظمة العمل الدولية لعام 2020م فإن من أهم أسباب عدم تطابق مهارات الخريجين مع متطلبات سوق العمل وخصوصًا المهارات التقنية التي يغفل عن تعليمها بعض الأنظمة التعليمية بسبب غياب الاستقرار الاقتصادي والسياسي؛ وهو ما يؤثر سلبًا على فرص التوظيف للشباب العربي، وأيضًا المنافسة من الفئة العاملة الأكثر خبرة والمستعدة لشغل وظائف الخريجين؛ تعيق الخريجين الشباب من الحصول على هذه الفرص. بحيث يعدُّ معدل البطالة بين الشباب أكبر مقارنة بالفئة العمرية +25.
ولتحقيق التطابق بين سوق العمل والمهارات المطلوبة؛ يتعين على أنظمة التعليم تحسين التعليم وتطويره للتكيف مع تطلعات سوق العمل المتجدد، وخلق وظائف جديدة للشباب الجدد المنضمِّين لسوق العمل وتدريبهم على التقنيات الجديدة؛ حيث يشير تقرير من اليونيسيف أن نسبة مشاركة الشباب في قطاع العمل بالعالم العربي ستزيد بنسبة %12 بحلول عام 2030م.
أما عن متوسط معدلات البطالة بين النساء الشابات فيعد الأكبر مقارنة بالرجال الشباب في العالم العربي حيث يشكل 42.2%، وتعود أسباب بطالة النساء إلى عوامل عدة منها:
تجاهل منظور المساواة بين الجنسين في السياسات الاقتصادية في بعض الدول العربية.
عدم التوافق بين نتائج التعليم ومتطلبات سوق العمل
بالإضافة إلى العوائق الاجتماعية والثقافية،
كتحديد مفهوم المهن المناسبة للمرأة في المجتمع العربي والتركيز على الدور الإنجابي للمرأة ورعاية الأطفال، والتركيز أكثر على الدور المجتمعي كمهام العمل المنزلي وتربية الأطفال فقط، وإشاعة أن المرأة يصعب عليها التوفيق بين مهام المنزل ومهام العمل، وهذا مفهوم خاطئ بدأ في التلاشي، والأمثلة كثيرة على مبدعات وفقوا بين مهامهن بكل يسر وذكاء.
وهنالك أيضا فئة تعاني من معدل بطالة عالٍ، وهم فئة الشباب والشابات من أصحاب الهمم؛ حيث تتكون افتراضات سلبية حول قدراتهم ومهاراتهم، وافتراض مسبق من أصحاب العمل أن هؤلاء الشباب أقل إنتاجية ويحتاجون إلى تعديلات مكلِّفة في مكان العمل للسماح لهم في الانضمام والمشاركة بشكل فعال.
ويمكن أن نُساعد الشباب من أصحاب الهمم على مواجهة هذه التحديات وإعطائهم فرص للتدريب كمرحلة أولى؛ مما يسمح لهم كمتدربين ولأصحاب العمل أيضاً فرصة التعرف على بعضهم البعض، ودحض المفاهيم الخاطئة حول توظيف أصحاب الهمم؛ حيث تشكل هذه الفرص التدريبية جسرًا مهمًا لتأهيل هؤلاء الشباب، وتمكُّن أصحاب العمل من المشاركة الفعالة في المجتمع، والاستفادة من مواهبهم وتطويرها فيما يخدمهم ويخدم المنشئة في آن واحد.
ختامًا يمتلك الشباب قدرات وإمكانات تفوق التوقعات إذا ما أعطوا الفرصة وتلقوا التوجيه الصحيح في بيئة العمل، فلا تحرموهم منها.
جمعية ربان الشبابية