الوظائف المرغوبة لدى الشباب العربي
يعاني الشباب العربي بشكل كبير من قلة وندرة المجالات الوظيفية المتاحة له، وتزيد هذه المعاناة كل فترة مع التطور التقني والرقمي الذي يشهده العالم في مجالات عدة لا تتوفر في بعض الدول العربية. والتغيير الناجم عن الثورة الصناعية الرابعة التكنولوجي السريع سيقدم لنا تحديًا وفرص فريدة للقوى العاملة، وسيتأثر سوق العمل بمجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية التي تميز المنطقة مثل:
التغيرات السكانية والتوجه نحو الاستدامة والابتكار في نموذج عمل الشركات، وارتفاع مستوى المسؤولية الاجتماعية للشركات. كل هذا سيؤدي إلى نمو مهن جديدة كليًا، وانخفاض الطلب على مهن أخرى، كما ستتغير المهارات المطلوبة لجميع الوظائف وستكون هناك طرق جديدة لتنظيم وتنسيق العمل وزيادة انتاجية العمال.
وتختلف أولويات الشباب في تحديد الوظيفة التي يرغبون بها؛ ولكن من أهم الأولويات المتفق عليها هي الحصول على وظيفة كريمة توفر دخل ثابت في بيئة ملائمة، والعثور على وظيفة مناسبة في مجال الدراسة أو الاهتمام، وتأمين فرص عمل مناسبة لأصحاب الهمم، والحصول على راتب وفوائد عالية ومنصفة مقابل العمل لعدد ساعات مقبولة، وأيضًا الحصول على فرص للارتقاء الوظيفي، وتحديث قوانين العمل وتحسين ظروف العمال.
والمجالات الوظيفية الأكثر جاذبية للشباب العربي هي:
الخدمات المصرفية- المالية.
القطاع التعليمي- المجال الأكاديمي.
استشارات الأعمال، إدارة الأعمال والإحصاءات والاستشارة الإدارية.
تقنيات الهندسة والتصميم.
وللحصول على الوظائف المهمة والمرغوبة يتوجب على الشاب أن يتقن مهارات تسهل له طريق الوصول للوظائف المستقبلية. نذكر منها الآتي:
المهارات الشخصية:
ريادة الأعمال والترويج الذاتي.
تطوير الذات وزيادة العديد من المهارات الخاصة بالتعلم.
المرونة والقدرة على التكيف.
المهارات الإدراكية:
قدرة الفرد على معالجة الأفكار
الإبداع والابتكار.
وأيضًا تطوير المعرفة في العلوم، والتكنولوجيا، والهندسة والرياضيات، والحرص على متابعة ومواكبة المعرفة العالمية الجديدة في جميع القطاعات
وبالنسبة لمجال عمل المستقبل؛ المتوقع أن يزيد الطلب عليه في المنطقة، والذي يجب على الشباب التركيز عليه أولا، هو مجال المهنيين القادرين على مزج المهارات الرقمية مع مهارات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات المعتمدة على التكنولوجيا؛ مما يسمح لهم بالتكيف بسرعة مع طبيعة العمل المتوقعة في المستقبل.
ولا يقتصر الطلب المتوقع في سوق العمل في المنطقة العربية مستقبلا على المهارات التقنية فقط؛ فنحن ما زلنا بحاجة إلى الاستثمار في تنمية البنية التحتية، وإذا تم ذلك بشكل صحيح سينتج عنه نمو ضخم في قطاع الوظائف التي تتطلب مهارات متوسطة ومنخفضة؛ مما سيتيح فرص جديدة للتوظيف للشباب.
ولخلق فرص جديدة للشباب؛ يتوجب على الدول العربية مراجعة المناهج الدراسية لتحسين الجودة وربطها على نحو أفضل مع احتياجات سوق العمل، وتعزيز شراكات القطاعين العام والخاص؛ لخلق فرص عمل للشباب تتناسب مع احتياجات سوق العمل ،وتعزيز الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية؛ لتمكين كافة الشباب العربي من الوصول إلى المعلومات وتحسين جوانب المعرفة لديهم.
بقلم: وجدان البقمي
جمعية ربان الشبابية